قال الطبيبُ ستنجو
لكنه كذب بذلك الخصوص
أستطيعُ قراءة ذلك في عينيه..
حتى ملائكة الرحمة اللاتي يأتين كل عشر دقائق
لأخذ ضغطي الأيل للسقوط،
مُزاحهنّ معي يفضحهنّ..
من الجيد أن تموت هناك
وحيداً على طاولة عمليات
حيثُ رائحة الكحول والمُعقمّات
وعطر الممرضات وقُبلهنّ
لا أن تُغادر تحت عجلات شاحنة
حيث رائحة المطّاط وطُرق المدن
أستطيعُ قراءة ذلك في عيونهنّ..
حتى طبيب التخدير الذي طلب مني أن أعدّ إلى العشرة
سمعته وهو يُخبر الطبيب
عند وصولي إلى الرقم ثلاثة بعينين نصف مفتوحة
أن لا طائل من العملية بعد أن اعتقد بأني رحلت
عند الرقم سبعة،
شاهدت مسُاعدة الجرّاح
والوحيدة مثلي تماماً
أستطيع قراءة حُزنها في عينيها
ووحدتها التي علت جبينها
أشعر حقاً بملوحةٍ تسري في الروح
ثمّة من دسّ منديل دموعه
كرسالةٍ إلى الله
داخل جرحي الرطب
وأغلق عليه..