كتب. عمرو منير:
في عام ١٩٩٥….
تم عرض مسلسل تلفزيوني أمريكي تحت اسم ” sliders” أو المتزحلقون بين العوالم …تدور أحداث المسلسل في إطار من الخيال العلمي المستند على نظرية الأكوان المتوازية لألبرت إينشتين…في أحدى حلقات المسلسل المثير تناولت الحلقة وجود عالم يتزعمه العلماء الذين تحولوا من علماء في المعامل والاكاديميات البحثية الي نجوم مجتمع مثلهم مثل نجوم كرة القدم والفنانين في عالمنا الحالي و ناقش الكاتب كيف ان هذه النجومية افسدت العلماء و جعلتهم ينفضوا من بحوثهم و تجاربهم من أجل متطلبات تلك النجومية المستحدثة…..
تذكرت هذه الحلقة الرائعة عندما أطالع هذه الأيام تسابق وتهافت بعض العلماء والباحثين علي محاولة الظهور بشكل قوي ومستمر على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل متكرر وأحيانا زيادة عن الضروري فقط من أجل الاستعراض و الظهور …حتى أن أحيانا ينخرط بعضهم في صراعات و اشتباكات فكرية بعيدا تماما عن تخصصاتهم و تكون ذات طابع يغلب عليه عقلية مواقع التواصل الإجتماعي القطيعية الطابع مما يجعل هذا العالم والباحث تريند و ينسى الناس أن هذا الشخص المشتبك معاهم هو عالم جليل في مكانه و تتساوي الرؤوس بين من يعلم ومن يجهل ….
كل هذا يضر بالتدريج بالصورة النمطية للعالم هذا القيمة المضافة للمجتمع والذي من المفروض ان ينأى بنفسه عن تلك الصراعات الشعوبية العقيمة ….
ظاهرة أخرى أيضا انتشرت هذه الأيام وهى تهافت البعض على الدعاية الفجة على مواقع التواصل الإجتماعي و تلك الدعاية تجعل من المادة التى يقدمها العالم سلعة مثل أي سلعة تقدم في الفيس بوك و بالتالي يقل ذلك من هيبة و رصانة العالم والباحث ….
في النهاية….
فإن العلماء هم ورثة الأنبياء بما يقدموه للبشرية من علم ومعرفة و حراك فكري يتطلب التفاني والتجرد والبعد عن الإعلام الاستهلاكي والذي يتعارض بطبيعة الحال مع قدسية العلم و مكانته في المجتمع ….
د.عمرو منير محمد استاذ مساعد طب وجراحة العين كلية طب سوهاج