” يا نبيذنا المغشوش ..”
لم تنجح الثمالةُ في فَكِّ يقينِ
ذكراكِ
بل حَطَّمَت البابَ وأغرقت البحرَ
قربَ الوحشِ الأخير..
امتلأت الحوائطُ بالسيقانِ
و بالقبلاتِ الدَوَّارةِ
بلا مأوى..
بالحزن المتلصص على الموائدِ
القريبةِ
و ثرثرةِ الحريقِ
وكشفهِ الذي يصيرُ ساعتها أصدق..
تقولُ، سيبوا أرواحكم تسقطُ
تحت الأرضِ
أو قبلَ وقفةِ السماءِ العجوزِ..
انهمروا من سِرِّكُم حتى البدايةِ..
اخلعوا ثِقَلَ اللهِ والبردِ والنورِ
واقبضوا الروائحَ من عظامها، كي تلهثَ
وتسقطَ فيكم للأبد..
يا خالتنا الفاشلة
درتِ تزورينَ خِلاَّنكِ القَدامى
وسِبْتِ الذكرى تنهش العيونَ
و الأصوات
و السجاد..
نسيتِ الذئبَ الهائجَ
والأرواح تُعشِّشُ في أنيابهِ..
تركتِ أَبَاً يُغرقنا ويعدو..
الرعشةُ القديمةُ أمْسَكَتنا
وأفلتتنا تحت المطر
نضحكُ ثم نبكي..
نقولُ فلا نقولُ..
لكننا وللحقيقة أخف..
نرى الهاويةَ ونشُدُّ ذراعيها..
أُنظر يا أخي و دقق.. الطريقُ هناكَ
خلف الذراعِ البيضاء
الملقاةِ بلا كَعْبَاتٍ ولا راجمينَ..
لا تُخَضْخِض رأسي لتُذَكِّرني.. أَعْلَمُ،
السكةُ أعلى و قميصي أسفل
والأحضانُ كذلك مليئةٌ و خاويةٌ..
.. و هكذا إلى أن يدقَّ البابُ
و تَتمشي جنبنا
القيامة..
مؤمن سمير
مصر