كتب : محمد خالد عبدالغني
يعدُّ العمل من الأنشطة الإنسانيّة الأساسيّة في حياة الأفراد والمُجتمعات على حدٍّ سواء؛ فهو العجلة التي تُسيّر نهضة المجتمع إلى الأمام، وهو واحدٌ من الأنشطة الإنسانيّة القديمة الحديثة، والتي من المُمكن أنّ تستمرّ إلى المستقبل، ونظراً إلى أهميّة العمل الكبيرة؛ فقد تمّ إنشاء العديد من الهيئات والمُنظّمات التي تعمل على تنظيم هذا النّشاط بين الأفراد؛ حيث أصبحت مُمارسة الأعمال المُختلفة تتمّ في دول العالم المُتحضّرة بعد إخضاع الإنسان الذي يرغب بمزاولة مِهنة مُعيّنة في حقلٍ مُعيّن إلى عددٍ كبير من الاختبارات والامتحانات التي تؤهِّلهُ إلى القيام بالعمل الذي يرغب فيه ، وقيمة العمل ليست مجرد الحصول على الدخل المادي لسد رمق العيش، وإنما في قيمته المعنوية، فهو يُشكّل كيان الإنسان ويعطيه هدفاً سامياً لوجوده في الحياة، فقيمة العمل تمنح الشّخص مهابةً واحتراماً في قلوب الآخرين، لأن الشخص الذي يأكل من عمل يده وعرق جبينه ينال احترام الناس وتقديرهم. العمل عبادة، وليس مجرّد مصدر رزق، فبالإضافة إلى قيمة العمل الماديّة والمعنوية فإنّه يعدّ باباً من أبواب الأجر والحسنات، فالسعي في طلب الرزق للصرف على الأبناء والأهل فيه الكثير من الأجر، وقد دعانا ديننا الحنيف للسعي في طلب الرزق من خلال العمل الشريف وغير الآثم، واكتساب حرفةٍ من أجل كسب العيش، لأن اليد العليا التي تعمل وتبني خيرٌ من اليد السفلى التي تأخذ من الآخرين. في الوقت الحاضر، وتعظيماً لقيمة العمل والعمال، أصبحت في جميع دول العالم وزارات تُعنى بشؤون العمل، كما أصبح يومٌ عالمي يحتفل فيه العالم بالعمال، فقيمة العامل من قيمة العمل الذي يقوم به مهما كان صغيراً، وفي المجتمع الذي نعيش فيه نحتاج إلى العمل والعمال الذين يحملون جميع التخصصات والحرف كي تستمر الحياة دون صعوبة، وتصبح سهلةً على الناس. فقيمة العمل أكبر من أن يتم حصرها في جانبٍ واحدٍ أو جانبين، لأن العمل هو الشيء السامي الجميل الذي يجعل للحياة معنى، والدليل على أن العمل ليس مجرد مصدر للرزق؛ فقد كان لكل نبيٍ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً عمل يقوم به، ما بين التجارة ورعي الأغنام والحدادة والنجارة، والله سبحانه وتعالى قادرٌ على أن يسوق الرزق لعباده دون تعبٍ منهم، لكن جعل العمل والسعي هو سنة الكون والحياة، لأن قيمة العمل لا يعلمها إلا من كان محروماً منها.
وقمت بإجراء عدد من المقابلات مع بعض طلاب الجامعة الذين يعملون أثناء العطلات الصيفية وأحيانا أثناء الدراسة أيضا وفيما يلي رأي هولاء الطلاب:
محمد حسين مصطفى حسين :
مساعد مدرس، أعمل حبا في العمل، وتحقيق ذاتي، والتدريب على الإنجاز، وتأسيس علاقات مع الأفراد الآخرين، وتنظيم الوقت، والمساهمة في الحصول على المال، والعمل يساعد على الاندماج مع المجتمع، وبناء شخصية الفرد
سلبياته يكون ساعاته الممتدة والمتداخلة في الحياة الشخصية مما يؤدي ذلك إلى الإجهاد الذهني والجسدي وصعوبة تنظيم الوقت وفترات الراحة.
مريم وليد حسين فرج:
مدرسة دراسات وتاريخ، الهدف الأول والأساسي مساعدة الطلاب بموهبتي وهي سهولة توصيل المعلومة وهذه الموهبة تأكدت منها بشهادة بعض الاشخاص، عدم وجود اي تفكير في عائد مادي لذلك جعلت تكلفة الحصة 10 جنيها ، الهدف الثانى تحقيق الذات وهذه مجرد بداية لأحلامي، وكان ما يميز عملى هو ان تري ثمرة مجهودك فى شخص ناجح ومتفوق بسبب توفيق ربنا ثم شرحك لهذا الطالب، وإيماني بأن الشغل افضل طريقة لتجنب مشاكل الحياة وتضيع الوقت، وكان من سلبيات عملى هى ان تتحمل مسئولية كبيرة جدا مثل مستوى الطلاب وثقة أهل الطلاب فى المعلم وهذا ما يؤدي الي شعورك بالضغط وبالأخص وقت الامتحانات وظهور النتيجة.
أشرف محمود السيد:
أعمل ويتر فى مطعم وهذا يرجع لاحساسى بصعوبة الحياة والضغط المادي على العائلة وما يجعلني اعشق عملى ، هو حب الاعتماد على الذات ومقابلة اصدقاء العمل والضحكة المنتشرة بين الزملاء داخل العمل والهزار والمرح اثناء وقت الراحة،
ومن سلبيات العمل هو إحساسك من بعض العملاء بنظرات الشفقة والإهانة وفي نفس الوقت شعورك بأنك مضطر أن تتحمل من أجل الحصول على الأموال.
عنان أيمن فرج علي:
مسئولة عن بازار و مكتبة فرعونية ف فندق، اعمل لانني احب العمل وأملك المهارات التي تؤهلني للعمل بالسياحة، ولأننى احب الاعتماد علي نفسي، وما يميزعملى هو انه ينمي لدي اللغة الانجليزية و الفرنسية و يجعلني اكثر لباقة و يرفع لدي ثقتي المعنوية ويعزز ثقتي بداتي، ومن سلبيات العمل مكسبه المادي قليل بمقارنة عدد الساعات و المجهود الذي أبذله
عبدالرحمن رمضان كامل محمد محفظ قرآن
أعمل محفظ قرآن من باب العمل بحديث النبي صل الله عليه وسلم ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) فمن بعد ما حفظت القرآن أردت ان افيد غيري في حفظ كتاب الله واعلمهم كما علمني مشايخي من قبل أما مميزات عملي كثيرة لان عملي مع القرآن تجارة مع الله والتجارة مع الله لا تخسر بل في ربحٍ دائم فمن مميزاتها ان بكل حرفٍ حسنة وان تعليمي للقرآن يزيدني ثباتًا وارجوا ان اكون من اهل الله، ومن سلبيات العمل انني أُحفظ الاطفال الصغار والاطفال يجب تهدئتهم والحفاظ على هدوء الفصل يأخذ وقتاً كثيرا ويعطل وقت الحلقة
شهد صبري عبدالهادي:
أعمل كمدرسة لغة انجليزية لأطفال الروضة و المرحلة الابتدائية، وهذا يرجع لرغبتى فى الاعتماد على النفس وتطوير الذات والخبرات العملية، وتخفيف الحمل على الوالدين واكتساب خبرة فى التعامل مع الأطفال ومعلومات حياتية، وتطوير المهارات الذاتية، وبناء شخصية مسئولة، ومن سلبيات العمل هو التعامل مع فئات غير مسئولة ولا تهتم بالتعليم وتطوير دراستهم ؛ وذلك يسبب إحباط والشعور بالعجز والندم على المجهود المبذول لمساعدته
عبدالرحمن أحمد القصيري :
أعمل مدرس لغة انجليزية، انا هوايتي التدريس كان حلمي كلية تربية و حققته و دخلت كلية تربية قسم لغة انجليزية و من اول سنة شغل تدريس حققت حاجات مكنتش اتخيلها كان حلم و هدف ليا من زمان و بسعي للتطور من كل النواحي ،واشعر بالراحة فى عملى، لا يوجد سلبيات بعملي فأنا كنت اريد ان يكون اليوم ٤٨ ساعة لكي أعلم اكبر قدر ممكن من التلاميذ واحببهم في اللغة الإنجليزية.
روان سيد فؤاد سيد:
“معلم ظل” لطفل اجنبي مصاب باضطراب التوحد، اعمل لاكتساب خبرة في مجال دراستي و التفوق علي نفسي واثبات اني استطيع تحمل مسؤليات عديدة رغم صغرسنى، واكتساب ثقة فى النفس واكتساب خبرات عديدة و تحمل المسئولية وتحقيق ذاتي و اخيرا تحمل كل طلباتي بسبب حصولي علي مالي الخاص ٤- الضغط النفسي و قلة النوم بسبب انتاج و ابذال كل جهدي للوصول لاحسن النتائج، والسلبي فى عملى يكون احيانا الملل من الروتين اليومي ولكن كل هذا لن يؤثر علي قرار العمل
من المعروف أن العمل يساعد في توازن وبناء المجتمع، فقد حثنا الإسلام على الإتقان في العمل، لأن العامل المتقن في عمله سوف يأخذ أجر وثواب من الله سبحانه وتعالى على تعبه وجهده، والعمل له العديد من الفوائد الهامة فهو يعطينا حياة أشخاص جديدة مليئة بالسعادة، وعندما يقوم كل شخص بالمجتمع بإتقان عمله فسوف يصبح المجتمع هو خير أمه، وذلك لأن العمل هو من الأسباب الهامة في تقدم الدول وهو له أهمية كبيرة في حياة كل إنسان، وهو ايضا من اهم الأسباب في تطوير وتقدم المجتمع، ولذلك أنصح جميع الشباب بإتقان عملهم لكي يصبحون ذو مكانه عالية وذو شأن عظيم..