هذه التفاحة التي أعطيتها لتلك العجوز يا الله؛
لم أكن أمتلك غيرها، و كنت جائعة، و لم أحصل عليها من منزلنا – فمثل هذه الأشياء الحلوة لا تدخل بيتنا- بل أعطتني إياها إحدى بائعات الفاكهة في سوق البلدة،
أريد أن أعقد بها تجارةً معك ، هل ستقبلها ؟!
حسناً….
أريدك أن تعطي أبي ذراعين إضافيين؛ ليعمل باثنين،
و يضمني باثنين، و لا يتحجج لي في نهاية كل نهار بأن ذراعيه متعبتان للغاية، و لا يقدران على ضمِّي،
أن تمنح أمي عمراً إضافياً، و وعاءاً أكبر للعجن، فلا تنقطع رائحة الخبز من بيتنا، ولا نجوع،
أن ترزق أخي عملاً جديداً؛ بدلاً من ذلك الذي طُرِد منه،
أن تضع جنيناً يشبهني في رحم أختي؛
فتصبح أُمَّاً رغم إقرار الطب بأنها عاقر،
أن تهب صديقتي قدماً جديدة؛ غير التي تم بترها،
فيكف الأطفال في المدرسة عن مضايقتها،
و وصفها بذات القدم الواحدة !
أن تمنحني دفتراً جديداً، و عُلبة ألوان،
و أن تقيّد الأشباح؛ فيتوقفون عن ملاحقتي في نومي .
هذه أماني كثيرة جداً، و أعلم أن تفاحة واحدة لا تكفي للمقايضة، و لكن هي كل ما أملك .
عفواً !
هل يمكنني الحصول على حصالة ممتلئة بالمال بدلاً من الهواء ؟!
فأشتري المزيد من التفاح و نعقد المزيد من التجارة !
#يمنى_دراز