ينتظر الآباء والأمهات اليوم الذي يزوجون فيه أبناءهم. وينتظرون بفارغ الصبر أن ينجبوا أحفادًا لهم. الزواج ليس بالمهمة السهلة وكلنا نعرف ذلك فإنها مسؤولية صعبة للغاية حتى للاصحاء عقليا ولها تراكمات عقليًة وجسديًة. ويجب أن يكون الشخص قويًا عقليا حتى يتمكن من مواجهة التحديات الزوجيةاليومية. إن إنجاب ورعاية الأطفال الذين لديهم تأخر عقلي يمثل تحديًا كبيرًا لوالديهم أنفسهم ولعائلتهم فتخيل العبء اذا تضع هؤلاء الاولاد في مهمة الزواج وتزوجهم. قد يبدو الأمر ورديًا في البداية لبعض الوقت ولكنه سيجلب الكثير من النتائج السلبية لاحقًا في الحياة على الجميع. فقد يتأخر بعض الأطفال عقليًا وقد يدرك بعض الآباء ذلك في مرحلة معينة من حياة اولادهم والبعض الآخر قد لا يدركه بتاتا لذا فقد يكشف البعض اعاقة اولادهم للآخرين والبعض الآخر قد لا يفعل ذلك وخاصة عندما يتعلف الأمر بالأبناء وليست البنات. وقد لا تواجه ثقافتنا مشكلة في عدم زواج البنات إلى حد ما ولكنهم يشجعون أبنائهم على الزواج رغم أنه قد يكون عندهم تاخر عقلي اوعوائق اخرى. تعتقد بعض الاسر ان تزويج اولادهم من امراة بسيطة وطيبة سيحل جميع مشاكلهم. وأعتقد أن الأهل هنا يتصرفون بأنانية أو قد لا يدركون حجم الضغط والظلم الذي سوف يضعونه على كتف امراة او هذه الشابة الصغيرة وقد لا تعرف هي أي شيء من الحياة سوى التنظيف والطبخ. وقد تكون المراة نفسها لها احتياجات اخرى. لذا فإن التحدي الذي ستواجهه هذه المراة لن يكون زوجها المتأخر عقليًا فحسب ، بل أطفالها أيضًا. قد يقول الوالدين الكبار لكننا سنساعد احفادنا ولكن السؤال هو والى متى وماذا يحدث إذا توفي الوالدين الكبار بالسن . فعندها سيكون الأطفال ضحايا هذا المجتمع الذي يحاول إخفاء مشاكلهم وعدم الحديث عنها علانية. إن رعاية شخص واحد معاق عقليًا اسهل من وجود أسرة كاملة معاقة عقليا لرعايتها. وهذا لا يمثل تحديًا ماليًا فحسب ، بل يمثل تحديًا عقليًا للأسرة والمجتمع باجمعه. في حياتنا اليومية كطبيبة اخصائية الشيخوخة ، أواجه العديد من التحديات بما في ذلك العائلات والأفراد الذين يعانون من مشاكل كبيرة وقد وصلت قضاياهم إلى الشرطة أو المحاكم ليكتشف لاحقًا أن هؤلاء الأشخاص قد تأخروا عقليًا منذ ولادتهم ولكن لم يعرضوا للاطباء لتشخيصهم وتعرضوا لمشاكل مع تقدمهم في السن وعائلاتهم لم تفهم لماذا يتصرفون بهذه الطريقة ونشأت حتى الكراهية تجاههم من قبل اولادهم. علينا أن نثقف أنفسنا وقبل أن نفكر في تزويج أولادنا او بناتنا لنفكر في مراقبة صحتهم العقلية والجانب النفسي من حياتهم في مراحل مختلفة من حياتهم. ولن تتم حل المشاكل العقلية لاولادنا عن طريق الزواج ، وعلى العكس من ذلك ، فيجب على الأشخاص الذين يرغبون في الزواج
أن يفعلوا ذلك إذا كانوا مستعدين عقليًا لتحديات الزواج ومن ثم تربية العوائل. ويجب على الآباء اصطحاب أطفالهم إلى طبيب نفساني أو أطباء اخصائيين إذا وجدوا بعض السلوكيات غير العادية في مراحل مبكرة من حياتهم وأن لا يتركوها حتى الدقائق الأخيرة قبل الزواج او المراحل المتقدمة من حياتهم وأنا أعلم أن البعض قد لا يفعل ذلك لأنهم في حالة إنكار وجود المشاكل او الاعاقات في اطفالهم . ويعد تثقيف عوائلنا حول الصحة العقلية خطوة مهمة للغاية ومن مسؤوليتنا كآباء وامهات أن نتخذها تجاه عائلاتنا وفي وقت مبكر من حيات اولادنا واذا وجدنا مشاكل في اولادنا او في شركاء حياتنا فيجب طلب مساعدة الاخصائين في المجالات المختلفة لعلاجها من وقت مبكر او لتشخيصها والعمل على تفادي المشاكل المستقبلية اذا امكن.