لولا الخوف لانقرض الإنسان، لكن كيف نتجاوز الخوف؟
مقابلة مع باتريس فان إيرسيل.
ترجمة وإعداد مدني قصري
أنْ لا نخشى الموت أمرٌ فيه شيء من جنون، وفيه شيء من حكمة أحياناً. فالمهم أن نعرف لأي سبب نخاف، ولأي سبب يختار بعضنا الموت.
لا شك أن عدوّ الإنسان الأول، بلا منازع، هو الخوف. الخوف بكافة أشكاله. الخوف شكل من أشكال الألم. إنه ألم أدبي ونفسي. حسبنا في ذلك أن نشاهد سلوك الناس من حولنا لكي نرى أنهم جميعاً لا يحسون بالخوف بالكيفية نفسها. الإرهابيون يفجّرون أنفسهم بواسطة قنابلهم ومتفجراتهم. والإنتحاريون يفجّرون أنفسهم في الطائرات طوعاً. فيما أشخاص آخرون يختارون الإنتحار.
في أعماقنا غريزة البقاء، هي التي نقاوم بها الخوف من الموت، والخوف من أن نتألم، والخوف من المجهول، والخوف (على الذات)من أن نفقد وجودنا. والخوف من أن نترك ذوينا في العوز. والخوف من أن نفشل في أداء مهامنا في الحياة، والله أعلم ماذا أيضاً! لكن لولا الخوف الكامن الغريزي فينا، كما يقول محاورنا، لانقرضنا من على هذه البسيطة، لا محالة!
من اللافت حقاً أن الذين يرفضون الإجهاض هو الذين يؤيدون الحكم بالإعدام. فهل هو تناقض أفكار، أم مفارقة ؟ أم هي سيكولوجية الخوف ؟
كريستوف أندريه طبيب مختص في الأمراض النفسية والعقلية، في مستشفى سانت آن بباريس. ذاع صيته بعد إصداره لكتاب “حب الذات” بالتعاون مع زميله كريستيان ليلورد العام 1998. ومنذ ذلك التاريخ وهو يستكشف منهجياً اضطرابات وحالات التعافي التي تحض الانفعالات. في كتابه الجديد “سيكولوجية الخوف” الصادر عن دار “جاكوب” يروي لنا كريستوف أندريه الكيفيات التي يزيل بها الأطباء سلوك الخوف والوساوس التي تعكر صفونا وتسمم حياتنا. من المفارقات أن الخوف نذير شؤم، وقد يصيبنا بالمرض في أحيان كثيرة. لكن لولا إشارة الخطر الانفعالي الذي يشكله الخوف لاستحال وجودنا على هذه الارض. مع كريستوف أندريه كان لنا هذا الحوار :
* هل الخوف تفاعل طبيعي عند الكائنات؟
– بالطبع، إنها كيفية قديمة جدا للدفاع عن النفس. لولا الخوف لكان الحذر اختفى عندنا، ولكانت البشرية اختفت منذ زمن بعيد. فالمرض يبدأ عندما يفقد النظام الدفاعي توازنه. إن شخصاً من بين شخصين اثنين يفتقد إلى هذا الميكانيزم، وشخص من بين عشرة أشخاص يفتقد هذا الميكانيزم إلى الحد الذي يجعل حياته لا تطاق. في بعض الأحيان نحس وكأن الخوف يملأ كامل حياتنا. إنني أشبّه ردود أفعالنا أمام الخوف بالالتهابات التي يحدثها جهازنا المناعي عن طريق إحداث الأعراض، كالحمى أو الحساسية وما إلى ذلك. والحال أن الكثير من الناس عندهم نوع من الحساسيات النفسية التي تضعهم في حالة من الذعر، في حين لا شيء يهددهم. فهؤلاء يستولي عليهم الخوف من ” أن يُصابوا بالخوف”، وهكذا يبنون أشكالا من الهلع والرهاب التي قد تصبح عوائق تشل حياتهم.
* الخوف شيء لا يطاق. لماذا إذًا نحب أن نخيف أنفسنا، عندما نذهب لمشاهدة أفلام الرعب مثلا ؟
– أسمي هذا بـ “وخزات التذكير”. إن الجهاز الدفاعي الذي يوقظ فينا الخوف تعود أصوله الأولى إلى أجدادنا الأوائل، الذين كانوا محاطين بمخاطر قاتلة مباشرة، في كل لحظة من لحظات الوجود. ومنذ ذلك الوقت ولا سيما في بلداننا الآمنة اكتسبنا شعوراً بالأمان كان من القوة ما جعل جهاز الإنذار هذا صدِئاً. والحال أننا في لاشعورنا، أي من حيث لا ندري، نعرف أنه من الخطر القول إننا لن نحتاج ذات يوم إلى حهاز الإنذار هذا الذي يعود لعصر الزواحف؟ من هنا فإننا نختبر أنفسنا باستمرار حتى نتأكد أن الجهاز الدفاعي عندنا على ما يرام.
* هل يمكن للخوف أن يتراكم في عصبوناتنا (جهازنا العصبي) إلى حد تعذر محوها؟
– بالطبع، إنه مشكلة ذاكرة الخوف. دماغنا لا ينسى أبداً تجارب الخوف. فعندما نتعرض لخوف شديد من شيء ما فإن أثر هذا الخوف، حتى وإن تطورنا وتجاوزنا هذا الخوف ظاهريا، فإنه يظل قائماً (كامنا) دوماً، ويمكن أن يعود للظهور في أي لحظة، حين عودة السياق نفسه للظهور. لذلك فإنه من الضرورة بمكان معالجة هذه المخاوف المخزونة في الذاكرة بشكل بناء وفعال. إذ لا يمكن الاكتفاء بانتظار مرور الخوف تلقائياً، لأن آثار الخوف تستيقظ بشكل أسهل من الخوف نفسه. المريض الذي يعالج علاجاً جيداً من خوف معين سيعرف كيف يواجه أي خوف جديد يواجهه أو يعكر صفوه. سوف يعرف كيف يهدّىء من روعه، وإلا أغرقته من جديد في تصاعد الخوف الذي يتجدد ويتغذى بشكل ذاتي.
* هناك أيضاً المخاوف الجاهزة، المقولبة، كمثل خوف تلك المرأة العابرة للطريق التي كانت تنظر إلى صورة ثعبان في اللحظة التي اصطدمت إحدى السيارات بشجرة. فمنذ تلك اللحظة وهذه المرأة لا تخشى الحوادث، بل تخشى الأفاعي…
– هل تعرف السبب في ذلك ؟ لأن السيارات لم تكن موجودة في الأزمنة ما قبل التاريخية، بينما كانت الأفعاي موجودة… صورة هذه الحيوانات إذاً هي التي تركت أثرها في أعماق جهازنا العصبي. يضاف إلى ذلك أنه يمكن أن تكون إنزلاقات قد حدثت في أشكال الخوف المعاصرة، مثل القطار الذي يخفي قطاراً. والأهم من كل ذلك أننا نحن البشر نستطيع التحكم في مخاوفنا، بينما الحيوانات لا تستطيع التحكم في مخاوفها. في جنسنا الخوفُ ليس “فطرياً” بالضبط، حتى وإن كنا نملك استعدادات حقيقة لبعض أشكال الخوف، لكنها مخاوف ثقافية أكثر منها مخاوف وراثية.
*هل الفتيات والصبيان يشعرون بنفس الخوف ؟
– لان بالطبع. في بداية الحياة، تكون الفتاة، إحصائياً، أكثر استقراراً من الولد الصغير، وأقل خوفاً منه. لكن مع مرور الأيام تميل الأدوار الاجتماعية والانتقاء الثقافي إلى إخفاء خوف الرجل، وإلى كشف خوف المرأة. الولد مفروض منه أن لا يخاف وإلا اتهم بأنه “دجاجة مبللة”. لذلك نراه يجتهد في أن يتقنّع بقناع الشجاعة والإقدام، بينما في حد من الحدود يمكن أن يكون من صالح الفتاة أن تتظاهر بالخوف إطراءً للرجل وإعجاباً بمنحه دور الشجاع الحامي.
* طرقك في العلاج، والتي تشكل ما اصطلح على تسميته بالمعالجات المعرفية السلوكية تعرف كيف تمحو الحصر النفسي والرهابات لكن دون استكشاف اللاشعور. لذلك فإن المحللين النفسانيين الذين يعتمدون على الغوص في اللاشعور بحثاً عن أسباب الخوف الكامنة نراهم كثيراً من يصفون هذه السلوكية الأنجلوسكسونية بالسطحية.
– الواقع أن التحليل النفسي أعطانا الطيب والأسوأ معاً، وفي غموض عظيم أيضاَ، وخاصة بخلطه بين العلاج النفسي وبين النمو الشخصي. فعندما يعاني مريضٌ من خوف ما فإن عليّ أنا الطبيب أن أساعده على أن يستعيد حياته اليومية العادية. وإذا شعر بعد ذلك بالرغبة في أن يعرف أكثر عن ذاته الجوانية، عن طفولته، أو عن أجداده فله ذلك، وهذا ما أسميه بالتنمية الشخصية، وهذا أمر مختلف.
هذان الطريقان لا يتعارضان، وبإمكانهما أن يتقاسما بعض الوسائل. قبل فترة قصيرة شاركت في اجتماع للأطباء النفسانيين الأوروبيين، حول الإضطرابات القلقة، وقد طرح البعض خلال هذا الاجتماع تقنية نفسية مُستلهمة من التأمل البوذي- دون أي اعتبارات ميثافيزيقية، بالطبع. وتقوم هذه الطريقة على التنفس والإسترخاء، وعلى استقبال الأفكار التي تنبثق بشكل تلقائي لحظة الاسترخاء. إننا نستعمل هذه الطريقة دائماً بمنطق تكسير دوامة الخوف من الخوف. فنقول لمرضانا: ” عندما يأتي الخوف، صحيحٌ أنه مشكلة، لكن لا داعي للهلع، فتأملوا هذا الشعور المرعب قليلا وسوف تقللون من هذا الخوف، ومن هذه المشكلة. وكلما تدربتم على هذه التقنية صارت الأمور أفضل”.
* المعالجات المعرفية السلوكية تتغذى منذ قرن من الزمن من طرق علاجية متنوعة، أليس كذلك ؟
– الأمر أحدث من ذلك بكثير. منذ خمسين عاماً تقريباً. من المؤكد أن العلاج النفسي السلوكي الأول يرجع تاريخه لعام 1924، لكن بناء البروتوكولات النفسية التحليلية المعقدة، وتطبيقها ميدانياً، يعود فقط للستينات من القرن العشرين. وبالفعل فإن الفكرة التي تقع في قلب المعالجات النفسية السلوكية هي أن محاربة الرهابات (الأفكار القسرية) بالضرورة أمرٌ ينبغي أن يمزج ما بين الجسد والإنفعالات معاً. هذه ممارسة وليست فقط تعبيراً شفاهياً. نحن مضطرون لأن نشغّل “النيوكورتيكس” (القشرة الدماغيى الجديدة)، بل والدماغ الإنفعالي أيضاً. فإذا ظللنا على مستوى المعالجات الشفاهية الصرفة فإن المرضى سيجدون كل أنواع التداعيات الشفاهية، لكنهم لن يتحرروا من مخاوفهم بالضرورة. إن التغلب على الخوف ممارسةٌ سيكوسوماتية، مثل تعلم الكلام بالإنجليزية تماماً، أو العزف على آلة البيانو. لا بد من إدخال الجسد في اللعبة، ومن ثم إدخال طرق التعلم كافة. لقد قيل كثيراُ إن “المعالجات المعرفية السلوكية” eye movement desactivation reflex طرق سطحية، وبأن التحليل النفسي وحده هو الذي يغوص في الأعماق. دعني أقوق لك إنه بالنسبة للرهابات فإن العكس هو الصحيح تماماً. التحليل النفسي،في مثل هذه الحالات يظل على السطح، لأنه يكتفي بتداعيات الأفكار الحرة، فيما تنجح المعالجات المعرفية السلوكية التي تتمثل في النهاية في إيصال المرضى، الراغبين بالطبع، ( إذا أرغمناهم تفاقم الإضطراب عندهم) إلى الأوضاع التي تجعل انفعالات الخوف عندهم تصعد إلى السطح، قلت فيما تنجح هذه المعالجات وبشكل أفضل في تعليم هؤلاء المرضى التحكم في هذه المخاوف. بمعنى أننا نقوم بأعمال تطبيقة، ولا نكتفي بالتأمل في أصل الخوف ومصدره، وفي الكيفية التي تسير بها هذه المخاوف. فنحن نثيرها ونتعلم كيف نتحكم فيها. وهو ما يمثل بالنسبة إلينا أفضل طرق التلقين. .
* الدالاي لاما كثيرا ما يتحدث عن خوف بسيط يمكن أن يلغي نفسه بنفسه، بشكل رهيب إن لم نمارس عمليات الاسترخاء: الخوف من الأرق ( ومن أن نكون متعبين في اليوم التالي) الذي قد يجعلك يقظاً طوال الليل.
– هذا مثال جيد لكل الحالات التي يكون فيها الخوف نفسه مشكلة. لمرضايَ الذين يعانون من اضطرابات النوم أقول لكل واحد منهم ” على أية حال، كلما كنت ملحاً في رغبة النوم كلما نمتَ أقل، إذاً فأفضل شيء يمكنك فعله، إنْ كنت تخشى على لياقتك في اليوم التالي، هو أن تسترخي، وأن تضع نفسك في حالةٍ من تقبل حالة الأرق، وأن توفّر طاقاتك الانفعالية. إن الأفضل هو النوم طبعاً، والأسوأ هو أن تظل يقظاً، وما بين الحالتين بإمكانك ان تختار الأرق، لكنك على الأقل تريح عقلك.
* الكثير من حكماء الديانات والفلسفات الكبرى، ومنهم السيد المسيح عليه السلام مثلا كانوا يقولون لأتباعهم ومحدثيهم :” لا تخافوا ! ” وهذه أيضاً عبارة المقاومين ضد القمع. إن الاستبداد يتغذى من خوفٍ، من الخوف العام عند الناس، فلو حاولوا أن يتغلبوا على مخاوفهم لانتصرت الحرية في النهاية. في الديمقراطيات يكون الخوف أكثر مكراً. هل نشرات الثامنة الإخبارية معقولةٌ بدون خوف ؟ إنهم ينقلون إلينا كمبات هائلة من الخوف الذي لا حول لنا ولا قوة إزاءه. فهل لهذا الأمر علاقة مع “وخزات التذكير” التي تتحدث أنت عنها فيما يتصل بأفلام الرعب ؟
– هناك أيضاً المخاوف التي تدار وتُحرك عن قصد لأهداف تجارية صرفة. “خافوا أيها الناس وستهلكوا !”. الفكرة أنه إذا شعر الناس بالخوف فسوف يخرسون ويصمتون. لا شك أن المنشقين على حق حين يدعون: الخوف أداة للقمع، عل الصعيد الفردي وعلى الصعيد الجماعي سواء بسواء. فهي خانق الحرية. أمراض الخوف هي أمراض الحرية. المصابون بالرهاب يفقدون حريتهم في التحرك وفي التفكير، وفي أن يكونوا مستقلين الخ. وعلى عكس ذلك فإن الخطابات من نوع “لا تخف” تضعني أمام مشاكل عديدة، سواء على المستوى السيكولوجي، أو على مستوى المعرفة الفلسفية. من المستحيل على مستوى معين ألا نشعر بالخوف. عبارة “لا تخافوا”، توحي لنا في النهاية، بأننا يمكن أن نعيش حياة أكثر سعادة وغبطة، إنْ نحن طردنا موضوع الخوف، إن نحن ألغيناه، إن نحن بددناه، أو إن تدبرنا أمرنا للهروب منه. والحال أن هذا من وجهة نظر الطب النفسي أكثر خطورة. الرهابيون حلّوا مشكلة الخوف عندهم…فهم يهربون منه ! إذا أنت تدبرت أمرك حتى لا تشعر بالخوف، بإلغاء ما يخيفك، أو بالهروب من الخوف هروباً منهجياً فأنت في الواقع تغذي الخوف في نفسك أكثر فأكثر. والوسيلة الوحيدة التي تجعلك لا تظل عبداً للخوف وتكون أنت سيّده، هي، على العكس، أن تواجه هذا الخوف بذكاء.
* لكن ظني أن الرسالة الروحية التي تقول للناس :”لا تخافوا !” لا تقترح علينا هروباً، بل إنها، على العكس، تقترح معنى المواجهة الهادئة التي نراك تتحدث عنها…
– أجل، لكن عبارة ” لا تخافوا ” توحي بفكرة الفارس الذي لا خوف عنده، ولا لوم، الفارس الذي لا إنسانية له ( أي الذي يملك صفات تفوقُ صفات البشر ). والأمور لا يمكن أن تكون على هذا النحو في واقع الحال. هذا يُعيدنا إلى مشكلة الخوف والموت. إننا نعيش في مجتمع يرفض فكرة الموت إلى الحد الذي يجعلني، حين أعالج مرضاي الذين يعانون من الخوف من الموت، أصطحبهم إلى المقابر، وأجعلهم يلمسون القبور، وأذكر اسم الأموات وعائلاتهم، حتى أعوّدهم على فكرة أن الموت سنة من سنن الحياة. وأننا جميعاً ذائقو الموت لا محالة، وأن المشكلة لا تُحلُّ ببقائنا طول الوقت عند الطبيب، أو في المستشفى. بل على العكس من ذلك علينا أن ننظر إلى الموت وجهاً لوجه، وأن ننظر إلى التوابيت، والقبور، وأن نقبلَ هذا الألم العادي في حياتنا حتى لا يصبح مرضاً.
* ومع ذلك فإن وسائل الإعلام في الوقت الحالي تنفتح على الفجوة بين ما يمكن أن يواجهه الفرد وبين أشكال الخوف الجماعي الكبرى ( القنبلة، صعود المحيطات، الزيادة السكانية، البؤس والشقاء، الإعتداءات الإرهابية، الحروب، الخ.) التي لا حول له ولا قوة أمامها، والتي تتسلط عليه كالوسواس، بلا طائل.
– هناك أشياء كثيرة. السياسيون التجار، وسائل الإعلام، الخ. قد فهموا حق الفهم أنهم من الأسهل الضغط على مؤشر الانفعالات الأساسية، من إثارة هذه الإنفعالات بشكل مباشر وصريح. إن استقطاب عناية الناس عن طريق الخوف وسيلة سهلة وبسيطة. مرضاي كثيراً ما يحدثونني عن نشرات الأخبار المتلفزة، وفي رأيهم أنها أسوأ الكوكتيلات، طالما أننا بالفعل لا نملك أي تأثير على الأشياء المخيفة التي تُعرض علينا كل مساء. رؤية قطع رؤوس الرهائ يحث ردود أفعال عنيفة من الخوف… ردود تضع الناس في جو من اللاأمن، فيعمق ذلك حصرهم النفسي (الخوف الشديد) ويقلل من طاقتهم. إن الخوافين الكبار لا طاقة لهم بمشاهدة التلفزيون.
* إننا نعيد التفكير في ما قاله الدكتور هنري لابوريت حول الاعتداء والهروب : فعندما نكون عاجزين عن الدفاع عن انفسنا، وعن الهروب معاً نصبح معتوهين. إن جهازنا العصبي مهيء لرد الفعل ولكبت رد الفعل أيضاَ،
– بالطبع، لذلك فإن أولويتنا الأولى هي مساعدة مرضانا على رفع هذا الكبت ، حتى يستطيعوا الرد من جديد. وكل الباقي يمكن أن يأتي فيما بعد… تلقائياً.