حذاري أن تمل من الصبر .. لو شاء الله لحقق لك كل مرادك في طرفة عين ، هو لا تخفى عليه دموع رجائك ولا زفرات همك ولا خيانة البعض .. هو لا يعجزه إصلاح حالك وذاتك ولكنه يحب السائلين بإلحاح .
(إنى جزينهم اليوم بما صبروا ).. ولم يقل بما صلوا .. أو بما صاموا أو بما تصدقوا .. بل بما صبروا … لان الصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف وجعا وفضيلة تغيب عن البعض خاصه أصحاب النفوس المريضة لا يعيبك نباح الكلب عليك … فهو يجري خلف عظمة تلهيه
أو قمامة يقف عليها يبحث عما يسد جوعه … ويزيد نباحه إن وجد مجموعة كلاب حوله ليثبت قوته وضعفه فى أن واحد .
لا يعيبك ابداً سيرك في طريقك .. نعم تسمع الناس نباحهم ولكن تكره صوتهم أو تربيتهم .. إمضي في طريقك لأن ذلك يجعلهم فى غيظ ويزيد نباحهم .. ولا يستطيعوا مساسك … لجبنهم وخوفهم من ردة فعلك وفعل من يحبك..كمل خطاك وكأن الأمر لا يعنيك لأن كل شخص يرى المجهول على قدر نقاء قلبه ، هناك كثير من الأشياء فى حياتنا تولد صافية نقيه ولكن تعمل الأيام على تلونها وفقدان صفائها ونقائها ولأجل أن تتحسن نفسيتك ادرك أنه لا يجب أن لا يكون لكل شيء رد فعل ولا كل رأى يستحق الإنفعال ولا كل حدث يستحق التضخيم ولا كل كلمه تستحق الرد عليها … أصمت وتبّصر فليس بمقدورك الأن تغيير الأحداث حولك .. لكن بمقدورك التقليل من الأشياء التي تكدر صفوك وتعكر مزاجك ولكن.. عبر التجاهل وتمرير الأيام بهدوء وثقتك بالله ..وسترى قادم الأيام… واعلم أن الكلمة الطيبة جوهر ثمين … تكسبنا سحر العقول بحسن الأخلاق فإذا أردنا ان نؤثر في الآخرين .. ما علينا سوى أن نُحلى ألسنتنا بالكلام الطيب . ونطهر قلوبنا لننثر الطيب فى نفوس من نقابل فكل إنسان منا يحتاج إلى من يخفف عنه بابتسامه أو كلمة طيبة يسعد بها القلب .. فالسكن فى الدنيا يحتاج إلى فكر والسكن في الجنة يحتاج الى ذكر وقد شغلنا الفكر عن الذكر .دائما تذكر الرحمن وبواسع رحمته فلن يدوم ظلم أو ظالم .. لن يدوم حقد أو حاقد فلربك أيات .. نراها كل لحظة .. ودع الخلق للخالق هو ادرى بعباده وبما يصنعون بأيديهم والسنتهم وقلوبهم .
وإياك أن تحاول البحث عن الوجه الأخر لأى شخص حتى ولو كنت متأكد انه سيء لأن الاشتغال بسرائر الناس يفتح باب سوء الظن وظلم الخلق وهنيئا لمن زرع التسامح وحصد الرضا ..وهنيئا لقلوب تحمل الرحمة والود وحسن المعشر وطيب الذكر ..
( واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) فإذا أحسنت لمن أحسن إليك فأنت البر الوفي .. وإذا أحسنت لمن لم يحسن إليك فأنت الكريم الخفي وإذا أحسنت لمن أساء إليك وما أكثرهم فأنت المؤمن الصفي ..ثق أن أجرك محفوظ وثوابك مضمون والحافظ هو الله رب العالمين .
واعلم يقينا أنه عندما يغيب الضمير تموت المبادئ وتكفّن الأخلاق وتُدفن القيم والإنسانية المهم …الأنا البشرية والاستعلاء واستخدام السلطة وسلاطه اللسان وذلك ليس بقوة بل ضعف مُهين يسئ لصاحبه ويجعله مسخ بين الناس فالضمير هو دائما ضمير مستتر تقديره أنت وحدك فإذا مات القلب ذهبت الرحمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة أما إذا مات الضمير ذهب كل شيء وشعور تأنيب الضمير لا يستوطن سوى في القلوب البيضاء .. واعلم يقينا أن مع العسر يسرا .. مع وليس بعد … لذا سنظل نتأثر ونؤٍثر ونتألم لنتعلم، نجاهد ونكابد ونلملم بعثرتنا لنجمع شتات بقايانا وكل مرةِ بدروس جديده وقناعات جديدة ومفاهيم جديدة .. نتألم لنتعلم …إذا الصبر مفتاح الفرج ولله الأمر وعلينا الصبر.