*ناكر الجميل*
قال الامام على كرم الله وجهه .. إذا ألمك كلام البشر فلا تؤلم نفسك بكثرة التفكير لماذا قالوا ولماذا فعلوا ذلك ، ثق بربك ثم بنفسك طالما هم بشر مثلك فليس لديهم سوى ألسنتهم ولا يملكون نفعاً ولا ضراً ، فلا تعط الأمر أكبر من حجمه وتمتع بالحياة ، إجعل من يراك يتمن أن يكون مثلك ومن يعرفك يدعو لك بالخير ومن يسمع عنك يتمنى مقابلتك ولا تعامل الناس في العواطف بمقياس البيع ولا الشراء ولا بميزان الربح والخسارة بل عاملهم بالكرم والجود والرجال أربعه أصناف : رجل يدرى ويدرى أنه يدرى فذلك العالم فاتبعوه .. ورجل يدرى ولا يدرى أنه يدرى فذلك الناسى فذّكروه ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى فذلك الجاهل فعلٍّموه ، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى فذلك الأحمق فاجتنبوه .
ونكران الجميل من شيم اللئام ، يقول الرامى : أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده …. رماني
ويقول الشاعر : وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافيته…. هجانى
ويقول المعلم : تعلم الأبجدية والأرقام منى فلما أصبح عالما .. نفانى
ويقول الاب : سعيت فى الأرض من أجل راحته فلما أصبح عاقلا .. عصانى
ويقول الجزار : وكم اطعمته لحم الخراف فلما صار ذا كرش … جفانى
ويقولى الراعي : وكم رعيت العنز بعد شرائه فلم أعلن الشبع.. شرانى
إذن نكران الجميل هو أصل الوضاعة .
– لا يستغنى الناس في هذه الحياه عن بعضهم البعض كل منا يخدم الأخر ولا يستطيع أى إنسان أن يعيش وحده وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى الإعتراف بالجميل وعدم نكرانه .
– فعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال..قال رسول الله ( ص) من أعطى عطاء فوجد .. فليجز به ومن لم يجد فليثن.. فإن من أثنى فقد شكر ومن كتم فقد كفر ومن تحلى بما لم يعطه كان كلابس ثَوْبّي زور.
ونكران الجميل دليل على خِسه النفس وحقارتها إذ أن النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران بل إنها على الدوام وفيه معترفة لذوى الفضل وحين تكون عاده الإنسان نكران الجميل وكفران الإحسان والجري من شخص إلى شخص ومن موقع لموقع ومن كرسي لأخر فان هذا الشخص يسلك بذلك سبيلا إلى النار .. والعياذ بالله.. عن عبد الله بن عباس رضى عنهما قال..قال رسول الله (ص) ….
إذا رأيت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ، قيل أيكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط. وكذلك كثير من الرجال خصامهم فُجرُ ووقاحه وخسه ووضاعه لا لشئ إلا للأنا العليا وفشل الذات لديهم وهذا النوع من البشر لايعرفون قيمتهم لدى الناس ولو عرفوها حق المعرفه لمكثوا فى بيوتهم من الخزى والعار
فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله ..
وقال الأصمعى رحمه الله : سمعت أعرابيا يقول أسرع الذنوب عقوبه كفر المعروف.
هكذا هم البشر لا يتذكرون ما قمت من أجلهم بل يتذكرون ما لم تستطيع القيام به وأسوأ شخص هو ناكر الجميل ورحيل الثقه أصعب من رحيل الأشخاص ويخجلني اهتمام شخص لم أصنع له يوما معروفا وتؤلمني ..نكران شخص أشعلت له أصابع يدى شموعا
إنكار الجميل هو أن يكسر الأعمى عصاه بعد أن يبصر وأسوا شخص تلتقى فيه فى حياتك هو ناكر الجميل واسوأ الناس خلقا .. من إذا غضب منك أنكر فضلك ، أفشى سرك، نسى عشرتك وقال عنك ما ليس فيك وأحقر الناس خُلقا من شبع منك وانكر فضلك وقال عنك ما ليس فيك والمواقف فقط كفيلة بإظهار معدن الأشخاص ،كفيله لتغيير نظرتك تجاههم لتستنج فيما بعد أن المظهر ليس كل شئ ودائما ما أردد قول الله تعالى لسيدنا محمد..” وإنك لعلى خلق عظيم” صدق الله العظيم