*فوضى الحوار و المجتمع*
لقد اقتحمت لعنة مواقع التواصل الإجتماعي كل جوانب الحياه المصرية.. إنها فى البيت وفى الشارع وفى المدارس والجامعات.. وفي العلاقات الإنسانية تفسد كل ما هو جميل وفى السياسة تحشد للموت والدمار وفى الرياضة تدعو للتعصب ومناحى أخرى كثيره… هى لا تتورع أن تزرع الفتن وتنشر الأكاذيب والخدع والمكائد وتشوه مخلوقات الله وتهدم الناجحين وإذا سالت أين لغه الحوار للزمن الجميل لا تجد أمامك غير بقايا كلمات لا تُسمع ولاتُفال .. والأسوأ والكارثى إذا انتقلت إلى برامج النخبه فى الفضائيات المسموع منها والمرئى وهى متعددة الأدوار والأشكال والأهداف والمصالح والتمويل فلن تجد لغه
راقيه للحوار بل صراخ وعويل وإسفاف فى الأقوال والأفعال والحركات المستخدمة في الحوار .. ناهيك عن الفن الهابط ومسلسلات تروج للقبح والنفور من كل ما هو جميل ويدعو للقيم وتطاردك وتطارد أسرتك وأطفالك بسيل من السباب والشتائم والبذاءات وضرب الشوارع وتناول المخدرات مستخدمه حورات هابطه بها من القذائف والإتهامات والفضائح ما هو بعيد عن صحيح الدين والأعراف والتقاليد التى تربى عليها المجتمع والذى نبغ منه أعلام شامخه شرفتنا داخليا وخارجيا وأصبحنا نتندر عليهم الأن وفى ظل التكنولوجيا التى هاجمتنا بضراوه لم نجد من نشير إليه بالبنان اللهم إلا محمد صلاح فى مجال الرياضه.. وذلك للأسف الشديد والمخزي لم تترك تلك المنصات والشاشات فصيلا من فصائل المجتمع دون أن يحمله ويلقى به إلى مستنقع الحوار الهابط …. الكل يتبادل الشتائم والسباب .. ساسه.. رجال دين … رجال رياضه ورموز النخبه ويوجهون الإتهامات لبعضهم البعض وكأنهم على حلبه للصراع الكلامى الهابط حيث لا فكر ولا مواقف ثابته ولا رؤى ولا إتقاق على شئ للصالح العام..مما أدى إلى إنقسام وزعزعة ثوابت الشارع المصري فى كل مناحي الحياه وجمالاتها … كل فصيل يمضى فى الإتجاه الذى تصب فيه مصالحه أو تسويه حساباته مع الأخرين مستخدمين نظام المؤامره وتبقى مصالح الوطن والمجتمع هى أبعد ما يكون عن ذهن هؤلاء … ناهيك عن وضع أُناس فى أماكن قياديه لمصلحة العمل والوطن هم بعدين كل البعد عن ذلك وقراراتهم إرتجاليه دون تجربه أو خلفيه إداريه أو سياسيه أو رياضيه…مما يعود بالمؤسسات التى يديرونها عشرون عاما للخلف وما أكثرهم … وصل الإنفلات الكلامى إلى ما هو أبعد من ذلك..إلى داخل ساحه البرلمان المصرى ونواب تضرب بعضها وتراشق بالألفاظ والأيدي أمام الشاشات وأولادنا ترى وتسمع وهذا ما يدل على افتقار الإحساس بالمسئولية الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية لفئات الشعب التى اختارتهم لتمثلهم والحديث عنهم وعن مشاكلهم وتقديم الحلول.
لذلك حان الوقت للدوله أن تضع يدها على كل تلك المواقع والشاشات والبرامط حتى نحمى مسقبلنا خاصة للمربع الحيوى
الثقافة والتعليم والصحة والرياضه.. هم المجتمع وإذا فقد هذا المربع الهام للحوار والشفافية والمصلحه العامه برؤيه متوسطة وبعيدة المدى سقط المجتمع فى براثن الجهل والعدم والنسيان .
لذا وجب علينا جميعا دوله ومواطنين شرفاء أن نقننن من صفحات التواصل الاجتماعي والبرامج والمسلسلات وفيما تكتبه وتنقله للناس من أكاذيب وأهاذيح وقبح الحوار .. لأنه حين يسقط من الحوار الحقيقة يصبح من السهل تغذية المجتمع بكل ما هو فاشل وضار ويفقد معها عناصر التأثير ويفتح أمام أنصاف المثقفين والجهلاء وأدعياء المعرفة والمصلحين الفشلة الباب للحوار الهابط والمواجهات تتحول إلى منافسات مستخدمه لغه هابطه تصل أحيانا الى البذاءات والشتائم والسفه وهنا يفلت الأمر كله وتتحول تلك المنابر إلى أرض خصبه للتطاول والإدعاءات والأكاذيب .
هذا وقد أفسدت لغة الحوار هذه جوانب كثيرة فى حياتنا إجتماعيا وأسريا وتراجعت الافكار والثوابت المجتمعية والأسرية التى كانت يوما ما اهم مقومات ثقافتنا وافكارنا ومجتمعنا وشوهت لغة الحوار الجميلة التي كانت جزءا من تراثنا وحياتنا اليومية من إحترام للكبير وإجلال للمعلم والشيخ وإكرام الضيف والغريب وكذلك لغة الحوار بين الأبناء والأباء والأمهات لكنها الأن أصبحت تفرض واقعا مشوها نراه يوميا فى الحوارات والأفكار وما نشاهده من مسلسلات وأفلام وما نسمع من أغانى ويكفى صفحات التواصل الاجتماعي البعيده كل البعد عن دورها الأساسي فى توصيل المعلومه وتناقلها ولكونها مرآة للمجتمع على العكس أصبحت أداه هدم لأنها خرجت عن المسار الصحيح وأصبحت أداه هدم لاستخدام الكثيرين لها في نشر الأهاذيج والأكاذيب والتطاول على الشرفاء والناجحين وتصيد الاخطاء وفضح الناس دون سند أو حق بعيدين كل البعد عن الشرف والأمانة والدين .
لذلك وجب علينا جميعا ان نعود خطوه لثوابت الدين وثوابت الأسرة وما تربينا عليه لمصلحة هذا الوطن ومحاسبة كل من يستخدم بذاءاته التى تجرح الحياء وتكدر الصفو العام على أى وسيله وكفاكم عبثا بالشارع والمجتمع والبلد .