قال الدكتور حاتم الجوهري المثقف المعروف وأستاذ الدراسات الثقافية المنتدب بالجامعات المصرية وصاحب مشروع تفعيل المركز العلمي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية، أن صفقة القرن ليست تطبيعا معتادا كما حدث من قبل من خلال التبادل الدبلوماسي، إنما هي استلابا حضاريا وخضوعا للرواية الصهيونية في الصراع العربي الصهيوني.
وذلك في الندوة التي شهدها اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع؛ وادارتها أ.سونيا عباس لتدشين وإطلاق كتاب “دفاعا عن القدس.. وهوية الذات العربية” وبعنوان فرعي “نقد خطاب الاستلاب العربي للصهيونية في ظل صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية والمروجين العرب لهما” لمؤلفه حاتم الجوهري، وبحضور المستشار الثقافي السابق بالسفارة الفلسطينية غازي فخري مناقشا للكتاب، ونخبة من المهتمين بالموضوع.
في البداية تحدث الجوهري عارضا لفصول الكتاب الستة، وموضحا ان الباب الأول شمل ثلاثة فصول تكشف الإطار النظري لظاهرة “الاستلاب للصهيونية” كما أسماها، وتوضح الفرق بين مسار التطبيع القديم باعتباره مجرد تبادلات دبلوماسية محدودة تبعها تبادلات اقتصادية محدودة عبر وسيط أمريكي (اتفاقيات الكويز). لكن “خطاب الاستلاب” الحالي في ظل صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمة، يستسلم للرواية الصهيونية في الصراع ويفرغ المطالب العربية الفلسطينية من مضمونها.
واستطرد أن الباب الأول يكشف كذلك عن تاريخ الصراع على مدينة القدس على المستوى الديني والتاريخي والسياسي، ليصل لنتيجة ان المشكلة تكمن في الرواية الصهيونية التي تخلط السياسي بالديني وتسعى لفرض الهيمنة السياسية لدولة الاحتلال على كامل البقعة المقدسة في المدينة والمسجد الأقصى، وأشار إلى ان الباب نفسه تناول صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية وتصورها لصفقة القرن، وغياب الاختلافات بين إدارة ترامب وإدارة بايدن الذي ادعى بداية توليه السلطة رفضه لها.
وفي الباب الثاني أشار الجوهري إلى رصده لعدد 27 نموذج عربي تبنى خطاب الاستلاب للصهيونية والترويج لصفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية، فاردا فصلا لخطاب الاستلاب عند يوسف زيدان الذي يعتبره رائد خطاب الاستلاب العربي للصهيونية، وفصلا لمراد وهبة وسرديته الفلسفية باعتبار الذات العربية ذاتا قاصرة وعاجزة تحتاج للمحتل دوما لتقوم بعملية التحديث والنهضة، وخاتما بفصل لدعاة الاستلاب العلماني والديني والسلطوي على تنوعاتهم.
ثم انتقل الحديث للمستشار غازي فخري الذي أشاد بالكتاب وبمؤلفه في لحظة تاريخية حرجة وحاسمة، مؤكدا على صمود الشعب الفلسطيني وبطولاته التي مر عليها الكتاب، وعلى اهمية وحدة الصف العربي وفق استراتيجية تسكين تناقضات الهوية العربية التي ذكرها الكتاب، وتم فتح الباب لمداخلات الحضور حيث استمرت الندوة لما يزيد عن ساعتين.