الحكومات المصرية على مدار عقود طويلة أنفقت مليارات الجنيهات من ميزانية الدولة لإنشاء هيئة ضخمة سمتها (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، وليها عشرات الإدارات الفرعية وآلاف الموظفين علشان تدير مباني عملاقة خاوية إسمها قصور الثقافة تخطت الـ 800 موقع تقريباً، وعينت مجموعة موظفين أغلبهم بالمحبة والمسابقات الداخلية كل أدوارهم انهم ينهشوا في ميزانية رواتب الدولة، وملهمش أي علاقة بالثقافة ولا عاوزين يشتغلوا ويحللوا مرتباتهم، ولا حتى عاوزين الجهود الفردية تشتغل وتعمل أي نشاط ثقافي حقيقي بدل الورق المضروب والأنشطة اللي على الورق فقط والبدلات اللي بتتوزع على الحبايب باسم الأنشطة الثقافية..
فيه ناس أيوة شغالة أو بتحاول تجتهد منهم.. بس دول قلة نادرة وقليلة مش منظمة بقدر ما هي حماسات فردية لمدير نشاط أو مسئول نادر مبدع..
خايفين تشتغلوا اقفلوها أحسن ووفروا فلوسها لحاجة أهم تفيد البلد في ظل أزمة اقتصادية بتنهش العالم كله..
تعالوا نجرب عشر سنين بس من غير قصور ثقافة وهمية وتعالوا نعتمد على مواقع أخرى بتوفرها لنا مراكز الشباب اللي هي أكثر انتشاراً على الأرض بالفعل، واللي الأنشطة الثقافية جانب من تكوينها أصلاً.. صدقوني ولا هتحسوا بحاجة ولا هتفرق في تاريخ الثقافة المصرية بالفعل، والتفاصيل كتير أوي.. من أول المؤتمرات العامة ذات التوصيات الجوفاء والخناقات الخالدة، ومؤتمرات اليوم الواحد والساعتين والربع ساعة، لحد نوادي الأدب اللي كل دورها دلوقت انها تخرج لنا أشباه مبدعين تحت يافطة مشروع اسمه النشر الإقليمي العقيم، والاجتماعات الي بشوفها فيها نفرين وكوباية شاي وكراسي فاضية في أغلب المواقع الـ 820 .. وكتير جداً من التفاصيل ممكن نسردها بدقة للي عاوز يعرف..
ولما يبقى فيه هيكله ومنظومة حقيقية ليها أهداف وخطط علمية وزمنية سليمة ابقى افتتحها تاني يا سيدي..
النماذج السوداء كتير فوق الحصر.. وعلى وجه الخصوص في جنوب مصر هو إهدار حقيقي للمال العام تحت لافتات الثقافة والأدب والفن والمسرح..
وفروا الفلوس المهدرة واقفلوها..