أخبار عاجلة

خمسة كتاب يقدمون تجاربهم الإبداعية في صالون فضاءات أم الدنيا

شهد صالون مكتبة فضاءات أم الدنيا، بوسط القاهرة، مساء الثلاثاء، ندوة “حكايات الذات وإلهام الكتابة”، قدمتها الكاتبة ياسمين مجدي.
شهدت الندوة سردا من الكتاب والكاتبات محسن عبدالعزيز، ناهد السيد، سعاد سليمان، هناء نصير، حسين منصور، لتجاربهم الإبداعية، كما قدموا قراءات لقصص من أحدث أعمالهم.


قال محسن عبد العزيز إن الكتابة تحقق للكاتب إبراء الذات من الآلام، وتحتاج خبرة حياتية ممتدة، نرى فيها الأشرار وقود الكتابة، فنحن مدينون لهم ولولاهم ما ظهر إبداعنا، مشيرا إلى امتلاك كل كاتب أسطورته وهو مجبر على اختيار طريقه، ضاربا المثل بجمال عبد الناصر منذ كان تلميذا يتحمل مسؤولية إجاباته الصحيحة حتى جنازته الأسطورية رغم موته مهزوما، مؤكدا أن الأسطورة قد تخلقها الصدفة.
ونوه عبد العزيز إلى نماذج شديدة الموهبة لكنها وضعت نظاما لنفسها لتتألق وتنجح وتخلد اسمها، مقابل نماذج شخصيات سادها الانقسام من داخلها حتى كانت نهاياتها كلها مفارقات، حتى الساسة وبينهم السادات كان عبقريا في مشهدي انتصار أكتوبر ثم الذهاب إلى عدوه في عقر داره، فظل ممثلا حتى مشهد وفاته في حادث المنصة.


حكت الكاتبة الصحفية ناهد السيد كيف كتبت عن تجاربها المؤلمة، وقالت إن يد الله هي التي كتبت، بعد أربع سنوات من الألم الممتد 12 سنة، مرجعة الفضل إلى مؤسسة الأهرام في ظهور كتاباتها الأهم، حيث عدت إلى تاريخ طويل من العمل والتحدي عند مراجعتي أسباب عثرتي الصحية، لأدرك أنني من تسببت في مرضى بالضغط على ذاتي، وتباعا انتقلت لأدعم من حولي من أصحاب الأمراض المناعية.
أما سعاد سليمان صاحبة كتاب “حكايات منسية” الصادر مؤخرا، فقالت إن كل كاتب ينقل دوما تجاربه الشخصية حتى ولو كانت سطوره من خياله، فأنا ابنة التراث الشعبي والتاريخ والجغرافيا، وابنة الصعيد المنقولة ثقافته معي أينما ذهبت، فالأم مصدر إلهام وجمال عبد الناصر الرمز الأبوي، والألم عنوان حياة ومسيرة.


الكاتبة و المترجمة هناء نصير فتنقل عبر أعمالها الإبداعية صور الريف المصري وتحولاته في العقود الثلاثة الأخيرة حتى وصل مرحلة العولمة الكاملة، مقدمة واحدة من قرى المنوفية نموذجا، مقابل تغيير سياسي بطئ حتى ما بعد يناير 2011، متمنية الخروج من التجارب الذاتية إلى منطقة إبداعية جديدة تعكس أيضا الرؤية عن بعد.
القاص والروائي حسين منصور وصف فعالية مجلس الكتابة بأنها لن تنسى، وقال إن الذات لا تنفصل لدى أي كاتب حتى مع تحولاته، والمشكلة في أن إلحاح الذات في كتابة القصة والرواية يستخدم معه ضمير الأنا ليرتبط دوما بالحقيقة ويدور في فلك نفسه كأنه شاعر، وبالنسبة لي الذات حاضرة دوما وهي ليست المتحققة الآن بل المأمولة والمفقودة، فيها الحنين للطفولة والرفض للواقع القبيح، فأنا بطل كل القصص حاضر باسمي أو بالأنا، هي حالة الصدق والخصوصية، و الاستشفاء حالة حاضرة طوال الوقت، وفي العموم أجد الذات متحققة غصبا، فأنا أكتب ما أرى وأعيش، فالحكاء الشعبي له مبرر وجوده ولو اقتطعت المدنية شيئا من مساحاته.


“مجلس الكتابة” هو فكرة الكاتبة ياسمين مجدي، تتكرر صالوناته إلكترونيا، وتجمع على الأرض المبدعين ذوي التجارب الناجحة في الكتابة وأصحاب الأعمال الأدبية الراقية، وتركز إلى حد بعيد على النتاج الإبداعي للكاتبات، وجاء حضوره الرمضاني بالتعاون مع صالون فضاءات أم الدنيا الثقافي ليحقق حضورا كبيرا لأصحاب خبرات متنوعة في عالم الإبداع.