أخبار عاجلة

دفتر أحوال الحب .. قصة قصيرة بقلم الأديبة نجوى عبدالعزيز

 

اثناء احتفالية لجوائز اهل الابداع كانت تقف وحيدة لا رفيق ولا أنيس ولا صديق ولا خل ولا سامر يلملم شتات أمرها
صاحبةالجائزة الاولى، خرجت من نير وحدتها التي ضربتها سنوات عمرها حين التقته فغادرتَها الوحشة وشقت البسمة طريقها إلى قلبها والبهجة عقلها ومعه وبه عزف الحب اشجى الألحان، ورتل لهما أعذب التراتيل؛ غاب الحبيب.. فكتبت قصة الهيام .. نالت عنها الجائزة؛ تسلمتها.. سقطت مغشيًا عليها اثناء قراءة القصة للحضور بصوت زميلتها :
عشقت انفرادي وزعمت لاوراقي وقلمي ومحبرتي أنهم اوكسجيني ونبض تنفسي واقسمت لهم إلا يشاركهم طيف ولا يقض مضجعهم زائر أو يؤرق وجودهم ضيف
فوضعوا الاغلال على نبضي وقيدوا قلبي وأعلنوا أنهم الأمن والأمان والحراسة والاطمئنان، وألزموني بالعزلة والوحدة وأوارها الصاخب في دمي ووريدي ونبض قلبي و جمراتها الساكبة دمعي غير المفجرة لابتسامتي كسيرة الخاطر مهيضةالجناح .. وأحببت عزلتي واخترت أن اظل بمنأى عن دنيا أحلام الغرام وابتعدت عن شبهة الهيام، وهجرت أطياف المودة ونذير الصبابة، وبوح الانشغال وكلما يلقي طائر الحب برسائله على كينونتي تصدها جنود عزلتي، وهو يدنو مقسمًا: أنا الحب يا أميرة الوحدة أنا أنس وصال، بهجة آمال، فرحة لقاء بهاء ونضارة الحياة ! فأنفض عن عيني ضياه وأنثني إلى الوحدة والخفاء ..حتى بزغ نورك في ضياء عتمتي ..مارد تتاري الهوية والعشق والتجلي نزع أشواك ورود حراسي، حطم اغلال عزلتي و انفرادي، و سبى كتاباتي وقيد العسكر واخفى الاقلام والأوراق ، وأنت بادرتني بجبروت وجودك واحتلالك فؤادي، وخطفت نبضة من قلبي وأخذتها رهينة .. جئتك بصبابتي فيك أريد رد نبضتي وأطالبك بانسحاب جندك للمنطقة المنزوعة السلاح المدجج بالغرام الذي سطا على مهجتي وأصدر مرسومًا بالامتثال لقيادته الآمرة لفؤادي وكياني و دنيتي ..استسلم القلب وخضع العقل لسطوة هواك ، اضاء سنا وجودك كهوف وحدتي ..أنار حنانك حديث عقلي فانشغل بك يقف أمامك مدهوشًا، لا يجادل، لا يثرثر ينصت لصفاء فكرك.. لثراء علمك.. لتراتيل نضجك .. لإيقاعات نبضك .. لعزف وجيب قلبك، لشدو روحك، لرنين صوتك الساحر .. يُعلمني اعتزاله الفكر والتأمل يُطالبني بإجازة ليقترب منك، ويدرس يتعلم كيف يستطيع أن يصلب هامته في وجودك الغاوي وهمسك الحاني وطيفك الساري .. قفزت الأشواق إليك وسكنت عيوني والحنين امتطى ظهر قلبي وراقص مابقي لدي من خفقات وهو يعدهن أن يحملهن في سفينة الأحلام ليحظين بلمسة، همسة، نظرة من عينيك .. تتقافز النبضات تستغيث: نريد الرحيل إليه والسكن في قلبه، ويتظاهرن بالاعياء ويصمتن قليلا عن الضوضاء حتى يحملهن الشوق ويطرحهم كالورود على ربي دربك أو أقصر الطرق اليك..
بغتة عن دنيا أحلامي اختفيت ..
نقبت عن اثرك .. افقت من أحلامي على طعنة عودة حبيبتك إليك ..