أكد رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، في كلمة له في يوم الصلاة الوطني المقام في العاصمة أربيل، اليوم الأربعاء، أن التعددية الدينية والثقافية في كردستان لم تكن أبداً عبئاً، بل كانت مصدر قوة واستقرار ودائماً مدعاة للفخر.
وأشار إلى أن إقليم كردستان أثبت على مر السنين أنه مثال واقعي على احترام التعددية وحماية الحريات الدينية وخلق بيئة آمنة لجميع المكونات المختلفة من أي دين أو قومية كانوا، والتجارب أثبتت أن الحوار الصادق هو أفضل وسيلة لحل النزاعات وتعزيز الثقة بين الناس.
ووصف نيجيرفان بارزاني اليوم بأنه مبادرة مهمة تتوافق مع رؤية إقليم كردستان لترسيخ ثقافة التعايش والتفاهم، بعيداً عن التوتر والانقسام، وتوفر أرضية شاملة للحوار الروحي والإنساني بين الشعوب، مؤكدا أن التعددية الدينية والثقافية في كردستان لم تكن أبداً عبئاً، بل كانت مصدر قوة واستقرار ودائماً مدعاة لفخرنا. على مر السنين، أثبت إقليم كردستان أنه مثال واقعي على احترام التعددية وحماية الحريات الدينية وخلق بيئة آمنة لجميع المكونات المختلفة من أي دين أو قومية كانوا في إقليم كردستان.
وقال بارزاني : عندما بدأت موجة العنف، للأسف، في أوائل الألفية ضد المواطنين المسيحيين والسنة في أماكن أخرى من العراق، جاؤوا واستقروا في إقليم كردستان، مهد التسامح والتعايش، و تم استقبالهم واحتضانهم، بناءً على أوامر مباشرة من الزعيم مسعود بارزاني. ووصل الأمر إلى أن استقبل الإقليم ما يزيد عن مليوني نازح ولاجئ، و زاد عدد سكان الإقليم بأكثر من ثلاثة وثلاثين بالمئة.ة، والآن لا يزال هناك ما يقرب من مليون نازح ولاجئ، ولم تحدث آنذاك ولا الآن أي مشاكل أو حوادث أمنية أو اجتماعية. وحتى الآن، أولئك الذين عادوا إلى ديارهم يحملون ذكريات طيبة من إقليم كردستان ويستمرون في زيارته.
وتابع نيجيرفان بارزاني : نؤمن بأن تعزيز السلام ينبع من الإيمان العميق بقيمة الإنسان واحترام كرامة الإنسانية دون تمييز. هذه القيم تترسخ تماماً عندما تحظى بالدعم ويتم العمل بها بإيمان في السياسات العامة، والتعليم، والعدالة، والتعاون بين الأديان والثقافات. ونحن في إقليم كردستان، نعمل من أجلها بجد وبدون توقف، وقد أثبتت التجارب والتاريخ أن الحوار الصادق هو أفضل وسيلة لحل النزاعات وتعزيز الثقة بين الناس. من هنا، نعتبر هذا النشاط الذي يقام اليوم في أربيل خطوة جادة نحو ترسيخ أكبر لثقافة التفاهم والاحترام المتبادل، كما أنها رسالة من كردستان، من أربيل إلى العالم تقول: التعددية ليست تهديداً، بل هي مصدر ثراء، ويمكن للمجتمعات أن تعيش بسلام وكرامة عندما تُبنى على الثقة والانفتاح.
وأعرب عن حزنه العميق لوفاة قداسة البابا فرنسيس الذي كان مثالاً للتواضع والانفتاح الحقيقي، وقد شرفنا بزيارة عام 2021 وهذه الزيارة ستبقى كحدث تاريخي في ذاكرة جميع مكونات شعب كردستان والعراق دون تمييز وستكون دائماً مدعاة لفخرنا، وإرثه سيظل حاضراً بيننا وفي كل العالم كمنارة للسلام والتسامح.
