قبل هذا المنشور
اقرأ هذه اللافتة: “الحاقدون يمتنعون”.
كانت المسافة بين ميدان الجيزة ومعرض الكتاب مرهقة، لكن عندما وطأت قدمي أرض المعرض بمقره الجدبد؛ تحول الإرهاق إلي فرحة عارمة، وكأن هذا الصرح العظيم الرائع الأناقة والفخامة والدقة قد أهدى إلي وحدى؛ وأنا أقف متعجبا أمام ما يدعونه من حكم مؤسسة بعينها؛ أنتج رجالها لمصر كل هذا الجمال والسمو الذي يعيش لإكثر من ١٠٠ عام مقبلة.
أقدم عظيم شكري للوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم؛ والدكتور هيثم الحاج علي وكل العاملين معه في الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ المشرفة علي المعرض، وأظن أنه قد حصل علي أعظم ما توجت به أعماله وهو نوط “إقامة هذا المعرض فى وجوده”.
أما الهيئة الهندسية للقوات المسلحة فقد أصبح شكرها من قبيل البديهيات التي لا داع لتكرارها.
أما التطور الكبير الذى حدث منذ سنتين تقريبا في سياسة النشر بالهيئة العامه للكتاب، فتجسد فى إصدارها مجموعة من الكتب المترجمة التي كانت تحتاجها المكتبة العربية؛ كأعمال ألبير قصيري ،كذلك روايات هامة كأسنان بيضاء لزادى سميث،وكتاب كيف خذلت الرأسمالية العالم العربي لريتشارد هيدريان، كذلك مجموعة من الكتب التراثية والمعرفية، هذا من جهة الكم.
أما من جهة الكيف؛ فقد تمثل ذلك في الإخراج الأنيق للأعمال المنشورة مع أغلفة متميزة فنيا؛ وتجدر الاشارة إلي الزمن القياسي الذي يصدر فيه الكتاب بعد أن كان يظل حبيسا في خزائن الهيئة لسنوات؛ ناهيك عن الأسعار المعتدلة للمنشور.
نتائج كثيرة أجدها تحققت مع هذه الدورة التاريخية المتميزة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب؛ أولها إصرار جمهور الثقافة والإطلاع والمعرفة على مواصلة الطريق نحو العلم؛ وثانيا: تطور دور مؤسسات الدولة وتكاملها فى خدمة هدف ومشروع وطني جامع للثقافة والمثقفين والجمهور، وليس أخيرا.. تقديم نموذج عالمى لمعرض يليق بأهل وجمهور الثقافة والمعرفة على السواء؛ ومعهم الناشرين الذين حظوا بدورة “ذهبية” على مستوى التنظيم بالتأكيد.
أعتقد أننا كمصريين لن نتنازل عن هذا المستوى من التنظيم الذي أذهلتنا به وزارة الثقافة وهيئة الكتاب وكافة المؤسسات المتعاونة معهما؛ ونأمل ونطمح دوما فيما هو أكبر وأعلى؛ يليق بما ننشده ونستحقه.