أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب كتابا جديدا للقاضي الدكتور خالد القاضي رئيس محكمة الاستئناف بعنوان ( رحلة ٣٠ سنة قانون من سيرة قاض مصري .. رحلة علم ورحلة عقل ) في ٣٢٠ صفحة ، ويتناول الجوانب العلمية والإبداعية من السيرة الذاتية للمؤلف منذ تخرجه في كلية الحقوق عام ١٩٨٩ وحتى إصدار الكتاب في ٢٠١٩ ، وهي مرحلة منتصف العمر ( ٥٢ عاما ) وقد وصفها المؤلف في مقدمة الكتاب بأنها المرحلة التي تفصل بين ” ماضٍ ما زال يحيا فينا ويتحكم في رؤيتنا ورؤانا ، وحاضر ننغمس فيه ونلاطم أمواجه ، ومستقبل نستشرف آفاقه ، ونحاول أن نضع أقدامنا الثابتة الراسخة بين جنباته ” .
استهل المؤلف كتابه بباب تمهيدي حدد فيه طريق النجاح والتفوق في الثانوية العامة والجامعة في عشرة سطور ( فصول ) ، فكان أحد أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية القسم الأدبي عام ١٩٨٥ ، ورغم هذا التحق بكلية الحقوق ، لوضوح هدفه الذي يسعى لتحقيقه ، ثم كان تفوقه المستمر في دراسته في كلية الحقوق طوال سنوات الدراسة وتخرجه بأولويته على دفعته ، وما يتكامل هذا التفوق العلمي مع المعرفة الثقافية والاجتماعية والرياضية والدولية كذلك .
ثم قسم المؤلف الكتاب إلى بابين ، عرض في الباب الأول لرحلة العلم لتأملاته حول السيرة الذاتية بين الرؤيا والرؤية ، وقدسية العدل في ضمير القاضي ، والطريق إلى منصة القضاء ، والتكوين العلمي لثقافة القاضي ، ثم عرض المؤلف للمنهج المعرفي للقاضي بعنوان ” ن .. والقلم ” ، ثم لرحلته بين الانتصار والانكسار ” .. وتجول المؤلف في محطات رحلته العلمية في الجامعة ، والنيابة العامة والقضاء ، والجهود العلمية في أكاديمية لاهاي للقانون الدولي ومؤسسات التحكيم الدولي ، وانتدابه إلى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ، وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ، وعمله بقطاع التشريع بوزارة العدل ومجلس الشعب ومركز البحوث البرلمانية ، ورئاسته للأمانة الفنية للشئون التشريعية والاتفاقيات الدولية بمجلس الوزراء خلال الفترة الانتقالية الأولى بعد يناير ٢٠١١ ، واختتم الباب بمبادرته للاستراتيجية الوطنية لنشر الثقافة القانونية بمجالاتها وآلياتها.
أما رحلة العقل وهي ما اختصها المؤلف بالباب الثاني من الكتاب ، فقد استعرض فيه ٣٠ كتاب خلال رحلته بتقديم محتواه العلمي ، ومنهجه الفكري ، والغاية منه ومحاور أبوابه وفصوله ومباحثه ، ويشعر انه خدمة للقارئ ، أن يجد ثلاثين كتابًا في كتاب واحد ، وهي تتنوع ما بين موضوعات قانونية واجتماعية وقضائية وثقافية ووطنية مختلفة ، وكان المؤلف حريصا في عرضه لتلك المؤلفات أن يخاطب فيها القارئ ، لكي يعايش معه أحداث كل كتاب ، بما يمكن أن يغنيه عن اقتناءه إما لنفاذه من الأسواق ، أو لتعذر الحصول عليه ورقيا ، وهو ما دعاه بقوله أنه سينشر كل كتبه على الإنترنت ليعم نفعها على الجميع وبدون أية كلفة مادية.