صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب؛ “التدخين في مصر في القرن التاسع عشر الميلادي”؛ للباحثة رحاب شعبان الدماطي؛ ويتوافر فى فروع الهيئة بالمعرض والمحافظات.
يتناول الكتاب فترة تاريخية هامة من حياة المجتمع المصرى الثقافية، الحضارية و الاقتصادية، حيث لعبت مواد التدخين (التبغ، الحشيش والأفيون) دورا هاما في الاقتصاد المصري في تلك الفترة؛ فاهتم محمد علي باشا وخلفاؤه بزراعة مواد التدخين؛ بتخصيص عدد من الأراضي لزراعة هذه المواد ثم صناعتها.
ونافست مصر أكبر الدول الأوروبية في صناعة السجائر وكانت لها الريادة و الصدارة في تلك الصناعة؛ و استخدمت بعض الدول الأوروبية العلامات التجارية للسجائر المصرية لعمل رواج تجاري للسجائر الخاصة بها، كما استخدم محمد علي أعواد الحشيش و الأفيون في صناعة الملابس للجنود و حبال التيل للأسطول البحري المصري لمتانته بدلا من الكتان.
وكذلك تم تصدير واستيراد مواد التدخين من و إلى الدول الأوروبية و مختلف أنحاء الدولة العثمانية في تلك الفترة، وكان لمواد التدخين دورا كبيرا في عوائد الدخولية للخزينة المصرية، كما تناول الكتاب أدوات التدخين التي وردت بالوثائق و المتاحف المصرية بإختلاف أشكالها من ( الشبك، الجوز، الحشيش، النرجيلات، المناقد، حامل الشبك، أكياس حفظ التبغ، علب حفظ التبغ و السجائر) حيث ذكرت أسعار بعض هذه الأدوات و وصف بعضها من خلال المؤلفة والزخارف التي تزينت بها هذه الأدوات من رسوم آدميه، حيوانيه، نباتيه و زخارف كتابيه تناولت أبياتا من الشعر في مدح التبغ و التدخين.
وتناول الكتاب أيضا بعض أماكن المقاهي و القصور و المنازل والحضارات في مصر في تلك الفترة و التي وردت بالوثائق و بعض صور الرحالة و المستشرقين و التي عبرت عن الحياة الاجتماعية للمجتمع المصري في تلك الحقبة الزمنية ومدى تأثير التدخين على حياتهم؛ حيث لم يكن التدخين مقتصرا على الرجال فحسب فكانت النساء تدخن السجائر و النراجيل و الشبك و الحشيش أيضا باعتبار أن التدخين وسيلة من وسائل الترفيه و التسليه في حياتهم اليومية.
وردت بالكتاب أراء بعض الفقهاء وعلماء الدين و التي كانت ما بين مؤيد و معارض لهذه العادة لما لها من أثر سلبي على صحة الإنسان، كذلك القوانين التي استنت لفرض الضرائب على زراعة مواد التدخين وصناعتها و تجارتها.