كتب: محمود جاويش “مجلة الكتاب ٥٠ +١”
استعرض المهندس العالمي هاني عازر تجربة إنشاء أنفاق قناة السويس، ووصفها بإنها تعادل أكبر الأنفاق الموجودة في دول أوروبا، وربما تتفوق عليها في التكنولوجيا.
وقال عازر، خلال الندوة الفكرية بقاعة جمال حمدان في معرض الكتاب، أمس، إن الرئيس السيسي عبر خلال لقاءه بتنفيذ مشروع أنفاق قناة السويس كاملاً بأيدي مصرية، وكانت بالفعل هذه الأنفاق الخطوة الأولى لتخريج أول دفعة من العمال والمهندسين المصريين المدربين على تنفيذ مثل هذه المشروعات.
وأضاف عازر أنه من ضمن الشروط التي وضعها الرئيس السيسي لتنفيذ المشروع، أن يتم تدريب العمالة المصرية على الماكينات الألمانية في ألمانيا أولاً، مؤكداً أنه يمكن وصفه هذا المشروع بشكل متواضع بأنه فخر لكل العاملين فيه، وأن هؤلاء العاملين سيتم اختطافهم في الخارج للاستفادة منهم، مشيراً إلى أن حفر أنفاق قناة السويس ضرب رقماً قياسياً في المدة الزمنية التي تم فيها تنفيذ المشروع، وهو عام ونصف العام وبهذه الجودة.
ولفت الاستشاري الهندسي العالمي إلى أنه أثناء اسطحابه لشخصية ألمانية بارزة لمشاهدة موقع الأنفاق، وأثناء مروره بالطريق الصحراوي، أعرب عن انبهاره بتنفيذ هذا الطريق وطلب نقل هذه التجربة إليهم قائلاً: “لازم تيجوا تعملوا عندنا طريق زي ده”، مشيراً إلى أن الشركات والخبراء الألمان منبهرين بما حققته مصر خلال السنوات الـ6 الماضية، وقالوا إن تنفيذه هذه المشروعات كان يحتاج لـ30 عاماً في دولة مثل مصر.
وانتقد عازر ما اعتبره نظرة المجتمع المصري للعامل أو الفني بنظرة دونية، قائلاً أن ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لم يكن بها مبنى قائم، لكنها نجحت في بناء ألمانيا الحالية بأيدي عمالها وفنييها، مشيراً إلى أن 80% من الطلبة في ألمانيا يتوجهون للتعليم الفني، مقابل 20% فقط يتجهون للتعليم الجامعي.
وأكد عازر أن مستقبل مصر لن يتحقق إلا بوجود عمالة فنية مدربة على أحدث التقنيات وأحدث سبل التعليم، وهو ما عبر عنه في تطبيق نظام التعليم الفني المزدوج، الذي يقضي فيه الطالب 3 أيام بالمدرسة أو الجامعة و3 أو 4 أيام داخل المصانع والشركات، وهو ما سيعطي فرصة أكبر لهذه الشركات للاضطلاع وتنمية إمكانيات وقدرات هؤلاء الطلاب، لان هذه المصانع ستلجأ لاستقطابهم بعد ذلك للعمل لديهم.
وكشف عازر عن أن أنفاق قناة السويس كان من المقرر أن يتم تنفيذ نفقين للسيارات ونفق للقطارات، ولكن بعد الدراسة وجدوا أن إنشاء نفق سكة حديد لن يكون مجدياً، ويمكن استبداله بتطوير كوبري الفردان، على أن تكون الأنفاق كلها للسيارات الشاحنات الكبيرة، وهو من شأنه اختصار المسافة من الدلتا لسيناء في 15 دقيقة إلى 20 دقيقة، لتساعد في تنمية سيناء.