هل تتذكر أنك قرأت رواية لأديب أو أديبة إفريقية من قبل؟ هل تعرف أن 4 من أدباء القارة السمراء حصلوا على جائزة نوبل في الآداب بينهم الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ؟ هل تتذكر اسم آخر أديب إفريقي مر أمامك؟
كلها تساؤلات مطروحة فيما يخص الأدب الإفريقي، الذي على الرغم من خلفيتنا الإفريقية إلا أنه لا يزال واحدا من الأدبيات قليلة الاهتمام إلى الآن.
هناك العديد من الأدباء الأفارقة، الذين حققوا شهرة واسعة، واستطاعوا نقل الأدب الإفريقي إلى المحيط العالمى، ليس فقط محفوظ وسوينكا وكويتزي ونادين جورديمير الحاصلين على نوبل، إلا أن هناك كتاب آخرين من مثل الكيني نجوجي واثيونجو، والنيجيري تشينوا أتشيبي، والجابوني جون ديفاسا نياما، والطاهر بن جلون، ومن قبل الطيب صالح في السودان، الذين حققوا للرواية الإفريقية تواجدا كبيرا.
وبالرغم من أننا على أعتاب العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، إلا أن الأدب الإفريقي في هيئات وزارة الثقافة المصرية ما زال يبدو ضعيفا، مقارنة بالأدب الروسي أو الفرنسي على سبيل المثال، فما هي الأسباب؟ وما هي الأعمال الإفريقية الجديدة التي صدرت في الدورة الـ 51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب؟ وما العوائق التي تعترض نشر الأدب الإفريقي؟
أزمة حقوق النشر
تقول الدكتورة دينا مندور، رئيس سلسلة الجوائز، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن الدورة الحالية للمعرض تشهد ترجمة رواية إفريقية من الجابون تحت عنوان “مذاق الحرية المرير”، فضلا عن وجود عمل فرنسى يتحدث عن الهجرة غير الشرعية في دول إفريقيا باسم “مدار العنف”، وهناك أيضا عمل ألباني مصري مشترك يحمل اسم “نيلكون” أيضا من المنتظر صدوره.
وتضيفت “مندور”، أن سلسلة الجوائز أصدرت من قبل عملين من الجابون والمغرب، مشيرة إلى أن قلة الإصدارات من الأدب الإفريقي، تأتي بسبب “قلة المعرفة” بالثقافات الإفريقية الأخرى، مثلما الحال مع الثقافات الأوروبية واللاتينية، بجانب صعوبة التواصل مع دور النشر والحصول على حقوق الملكية الفكرية، موضحة أن الأدب الإفريقي المنتشر في أوروبا هو لكتاب من أصول إفريقية يعيشون فى الخارج، وبالتالي لا يمكن اعتبار كتاباتهم على أنها كتابة إفريقية.
وأشارت الدكتورة دينا مندور إلى أن النظام الخاض بالملكية الفكرية غير معرف بشكل يسمح بالحصول على إذن النشر بالسهولة، فأحيانا تكون الحقوق مع الناشر، وأحيانا مع المؤلف، فضلا عن أن المكتبات الكبرى “الأون لاين” لا توفر الكثير من الروايات الإفريقية التي يمكن تسليط الضوء عليها والعمل على ترجمتها.
ولفتت “مندور” إلى أن الأفارقة بشكل عام متعاونون، مستشهدة بالكاتب الجابوني الذي صدرت روايته فى المعرض بأنه تنازل عن حقوق الملكية دون مقابل.
أزمة الميزانية
من جانبها، قالت الدكتورة أماني الطويل، رئيس سلسلة “أفريقيات” الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، إن السلسلة تسعى للانفتاح على الثقافات الإفريقية المختلفة، والتعرف على دول القارة السمراء، مشيرة إلى أن أزمة التسويق للأعمال الإفريقية أزمة كبيرة تواجهها.
وأضافت “الطويل”، أن السلسلة تصدر خلال الفعاليات الحالية من معرض القاهرة الدولي للكتاب كتابا عن الأدب الغيني للكاتب الدكتور كبا عمران بعنوان “الحياة الأدبية في غينيا”، وهو الجزء الأول من الكتاب الذي يتكون من ثلاثة أجزاء، مشيرة إلى أن السلسلة أصدرت رواية سودانية بعنوان “مصرية في السودان” للروائي السوداني
صلاح البشير.
وأشارت الدكتورة أماني الطويل إلى أن السلسلة تسعى إلى ترجمة الأعمال الإفريقية ونشر الأعمال الإفريقية من كتابها الأصليين، لكن أزمة التسويق وضعف الميزانية المخصصة للسلسلة يحول دون تحقيق ذلك، موضحة أن السلسلة قامت تعويضا عن ذلك بإصدار عدد من الأعمال المصرية، التي تتحدث عن القارة الإفريقية، من بينها
دراسة الدكتور حلمي شعراوي “الثقافة والمثقفون في إفريقيا”، وكتاب “إثيوبيا.. التوسع وتأسيس الدولة” للكاتبة داليا سعد الدين.
قلة المترجمين
فيما قال الدكتور أنور إبراهيم، رئيس سلسلة “آفاق عالمية” الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن السلسلة لم تصدر أي عمل إفريقي على الإطلاق حتى الآن، بسبب قلة المترجمين عن اللغات الإفريقية الأصلية.
ولفت “إبراهيم” إلى أن الأدب الإفريقي له أهميته بكل تأكيد، لكن الأزمة تكمن في أن أغلب المترجمين يهتموا بترجمات الروايات الإنجليزية والفرنسية، بجانب الروسية، وأصبح هناك اهتماما بالأدب الآسيوي في الفترة الأخيرة، خاصة الأدب الصيني.
وشدد الدكتور أنور إبراهيم على أن السلسلة لم يعرض عليها أي عمل
مترجم عن رواية إفريقية، مبديا استعداد السلسلة التام لنشر أي عمل إفريقي جاد، موضحا أن السلسلة تشجع على الاتجاه للأدبيات التي لم تترجم بشكل كاف، مطالبا الدول الإفريقية التي تأتي للمشاركة فى معرض القاهرة الدولي للكتاب بضرورة عرض أعمالها البارزة للترجمة في مصر.
كتب: محمد عبد الرحمن
“الكتاب 50+1”