كتبت: أميرة دكروري
أقيمت، الخميس، بقاعة ضيف الشرف، ندوة عن الشاعر السنغالي الأهم ليوبولد سنجور، الذي يعد من أهم الشخصيات السياسية والأدبية في السنغال، وكان أول رئيس سنغالي منذ استقلالها، ويعد من أهم المفكرين الأفارقة، حاضر فيها د.رافاييل ناضار، المدير العام لمؤسسة ليبودور سنجور بالسنغال، والأديب السنغالي حميدو سال.
وقال ناضار، إن التيار الذي جاء به سنجور ساعد كثيرا في نشر فهم الثقافة الأفريقية من مختلف المناحي، فقد كان هدف سنجور إنشاء تيار يعبر عن الهوية الأفريقية. مضيفا أن رؤية سنجور تساعد على تكوين الشخصية الفردية، فعندما نكون متعصبين لا نقبل الانفتاح على الآخر، وكان شعار سنجور أن نكون مستوعِبين لا مستوعَبين، ما يؤدي للانفتاح على ثقافات العالم المختلفة.
وأشار إلى نشأة سنجور وتعلقه بقريته وبلدته “جوال”، حيث ولد في مطلع القرن وعاش في قريته حتى سن السابعة، وتأثر كثيرا بمحيطه وتفاعل مع الألعاب المختلفة وكان يفضل لعبة المصارعة.
وعبر سنجور بأشعاره عن مشاعره وحياته، كما عبر عن آرائه وبدأ يعترض على فوقية الحضارة الغربية على باقي الحضارات أيضًا من خلال الشعر، فقال في كتابه السرديات “بما أني لا بد أن أشرح ما ورائيات قصائدي، فعلي أن أقول إن هذه القصائد هي كل ما عشته”، وأوصى سنجور بأن يدفن في مدينته.
فيما بدأ الكاتب والشاعر السنغالي حميدو سال حديثه بوصف مشاعره تجاه زيارته لمصر وآثارها للمرة الأولى، وقال إنها تشبه رحلة الحج، وإنه يشعر بأنه كالسمك في البحر، وكأنه بزيارة مصر عاد إلى أصله، حيث الأهل والجذور الأولى.
وقال سال، إن الحضارات الأفريقية والإغريقية لم تكن لتنشأ لولا الحضارة المصرية. واصفا سنجور بأنه عاش بـ”ممكلة الطفولة”، كما كان يسميها في أشعاره، وتركها ليذهب إلى باريس ليعيش في الحي اللاتيني، وهناك اكتشف القارة الأفريقية “ممسخرة” ومنهوبة، وعليه قرر أن يؤسس تيارا سمي بـ”الزنوجة” ليكون بمثابة مقاومة للرواسب الفكرية الخاطئة، وأن سنجور استخدم الشعر ليعبر عن مكنوناته ومشاعره وحياته، وعبر قوة الشعر اتجه للتعبير عن وجدانياتهم ورفضهم للظلم والقهر.
الكتاب ٥٠ +١