حوار لـ”الكتاب50+1″..
حاورته: سحر عزازي
أعرب وزير الثقافة السنغالي، عبد الله جوب، عن سعادته باختيار دولة السنغال ضيف شرف الدورة الـ51 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، واصفا إياه بـ«الاختيار العظيم»، الذي يعكس عمق العلاقات بين الدولتين الشقيقتين.
وتحدث الوزير السنغالي، خلال حواره لـ”الكتاب 50+1″، عن طبيعة العلاقات المصرية السنغالية، ومدى عمقها وصلابتها، بالإضافة إلى تدشين مركز ثقافي كبير باسم مصر في السنغال لاستقبال الباحثين المصريين المهتمين بالأدب، لتبادل الخبرات وتوطيد العلاقات، مشيدًا بالتنظيم وحفاوة الاستقبال، التي حظى بها خلال زيارته القصيرة إلى مصر، ومؤكدا أنها الزيارة الأولى لكنها لن تكون الأخيرة.
– كيف ترى اختيار دولة السنغال ضيف شرف لمعرض للكتاب؟
أشعر بفرحة عارمة اتجاه هذا الاختيار الرائع من قبل دولة عريقة مثل جمهورية مصر العربية، التي نكن لها كامل التقدير والاحترام، فهذا أمر يتسحق الامتنان والتثمين والشكر، كون السنغال ضيف شرف هذا الصرح الثقافي العريق، الذي يرجع عمره إلى 51 عامًا، شرف لنا جميعًا كسنغاليين، وهذا تعبير عن عمق العلاقات بين الدولتين الشقيقتين، التي لا تقتصر على الجانب الثقافي فقط، بل الدبلوماسي والسياسي والديني، فهناك جوانب كثيرة تربط مصر بالسنغال.
– كيف كان استعداد السنغال لهذه المشاركة الاستثنائية؟
حين علمنا بهذا الاختيار العظيم عزمنا على التحضير لهذه المشاركة بشكل دقيق ومُنظم، كي نعرض للجمهور المصري باقة متنوعة من الفن والأدب السنغالي، الذي يعبر عن حضارتها وثقافتها من خلال مجموعة إصدارات باللغتين العربية والفرنسية، وتم التنسيق مع السفارة السنغالية بجمهورية مصر العربية، والاستعانة بعدد من الطلاب السنغاليين هناك ليكونوا حلقة الوصل بين السنغال والجمهور المصري.
ويضم الجناح السنغالي عددا متنوعا من الكتب والروايات والدواوين الشعرية باللغة العربية لأكبر الكتاب والشعراء السنغاليين، منها “الدواوين الست”، و”الكنز المصون” لشيخ الإسلام الحاج إبراهيم إنياس، و”الهاربات من الجنة” لأبو بكر انجاي، ومجموعة من الكتب الدينية، وفي مجال الفلسفة وعلم النفس والأدب وغيرها.
كما يحل الشيخ أنتاجوب كمثل أعلى لأفريقيا كشخصية سنغالية بارزة ضمن برنامج المعرض باعتباره كان متخصصا في الحضارة المصرية القديمة وصدرها لكافة أفريقيا، فنحن كسنغاليين نعشق مصر وفنونها وآدابها وحضارتها، ونأمل أن يتعرف الجمهور المصري على الثقافة السنغالية ويكتشف أوجه التشابه الثقافتين.
– ما أوجه التشابه بين البلدين وماذا عن العلاقات التاريخية والثقافية؟
هذه العلاقة ممتدة منذ سنوات طويلة ولها جذور تاريخية لا يمكن أن يمحوها الزمن مهما كان، فهذه ليست البداية، بل شهدت العلاقة بين البلدين فترات ازدهار كبيرة، خاصة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان صديقا مقربا للرئيس السنغالي الأسبق ليوبولد سنجور، وكان هناك تبادل ثقافي وتعاون على أوسع نطاق، وحاليا تعود العلاقة لتزداد عمقا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يبذل قصارى جهده لاحتضان كافة دول القارة السمراء، وظهر ذلك خلال فترة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بمجال الثقافة.
– ماذا عن لقائك بوزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم؟
سعدت بمقابلة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، التي استقبلتنا بحفاوة بالغة وترحيب يليق بالبلد المضيف، وكذلك الدكتور هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وعدد من الأدباء المصريين والشخصيات الهامة في مجال الثقافة والفنون، واتسم اللقاء بالدفء والمحبة المتبادلة بين الدولتين، واتفقنا خلاله على أن يرسل كلا البلدين وفدًا إلى الدولة الأخرى بهدف تنظيم دورات وندوات وفعاليات تتعلق بالمجال الفني والثقافي، لتوطيد العلاقات وتعزيز جذورها الممتدة في عمق التاريخ، وسيتم البدء في هذا التعاون خلال الفترة القليلة المقبلة.
– وماذا عن أوجه التعاون خلال الفترة المقبلة الخاصة بالمجال الثقافي؟
السنغال ستكون على استعداد تام لبناء مركز خاص بمصر على أراضيها، هذا المركز عبارة عن صرح ثقافي ومنفذ لاستقبال الباحثين المصريين، الذين يريدون إجراء أبحاث علمية فيما يتعلق بالثقافة وغيرها من الفنون والآداب، إضافة إلى ذلك سنرسل باحثين خلال الفترة المقبلة للتعاون مع الباحثين والخبراء المصريين فيما يتعلق بالحضارة المصرية العريقة، لاكتشاف الجانب المصري الأصيل وتاريخها الذي نفخر به جميعًا، واتفقنا على اختيار مصر لتحل ضيف شرف على معرض داكار 2021 لتعزيز العلاقات، وبحث سبل التعاون خلال الفترة المقبلة من خلال الإعداد لبروتوكولات في مجال الترجمة لكسر حاجز اللغة.
– ماذا تعرف عن أن الأدب والثقافة المصرية؟
نعرف الكثير عن مصر وحضارتها وآدابها وفنونها، على الرغم من أنني درست بالفرنسية ولم أتمكن من قراءة الأدب العربي، لكن عند لقائي بوزيرة الثقافة المصرية، تحدثنا كثيرًا عن الأدباء المصريين أمثال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدووس وغيرهم من رواد مصر، بالإضافة إلى أنني التقيت عددا من الشخصيات الثقافية المصرية من كتاب خلال المحاضرة التي كانت تلقيها دولة السنغال تحت عنوان الأدب العربي في السنغال.
– كيف كانت زيارتك الأولى لمصر؟
أحب أن أوجه الشكر لكافة الشعب المصري العزيز، خاصة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزيرة الثقافة المصرية، على حفاوة الاستقبال العظيم، الذي ناله الوفد السنغالي المكون من 15 شخصية أدبية وثقافية، بجانب المعاملة الجيدة التي يحظى بها الطلاب السنغاليون والجالية السنغالية في مصر، لدرجة أنهم يشعرون بأنهم داخل وطنهم، لا فرق بينهم وبين أصحاب الأرض، وهذا استشعرته من حديثهم عن مصر في لقائي الذي جمعني بهم خلال زيارتي القصيرة.