حوار: محمد خضير
“نجحنا في تغيير الصورة الذهنية لمعرض الكتاب، واستيعاب الناشرين والجمهور، وتذليل كل التخوفات”.. بهذه الكلمات بدأ الدكتور أحمد بهي الدين، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب، حواره مع «الكتاب 50+1».
وأضاف بهي الدين، أن معرض الكتاب تحول إلى أحد ركائز الصناعة الثقافية، على على ما يحدث عالميا حيث أصبحت الثقافة صناعة تمثل جزءا من الدخل القومي، لافتا إلى الدورة الحالية استمرار لنجاج دورة اليوبيل الذهبي، التى حملت نقلة حضارية مهمة.
كما ناقشناه حول الجهود المبذول لتذليل العقبات التى واجهت الهيئة لإنجاح المعرض وسبل حلها، وحول تحديات الدورة الحالية، ومدى تطور الخدمات المقدمة للجمهور، وتفاصيل أخرى فى سياق الحوار التالي:
– ما الذي تم إنجازه فى الدورة الـ51 لمعرض القاهرة الدورى للكتاب؟
هذه الدورة استمرار لنجاج المعرض فى دورة اليوبيل الذهبي، التى مثّلت نقلة مهمة، حيث كان هناك هناك تخوف من نقل المعرض من مقره القديم بمدينة نصر إلى التجمع الخامس، وقدرتنا على تغيير الصورة الذهنية للمعرض، ومدي استيعاب الناشرين والجمهور، وتذليل التخوف من قبل الناشرين أو انخفاض مستوي المبيعات وغيرها، وبالتالى كان اليوبيل الذهبي كرنفالا ثقافيا مهما.
– ما الأولويات التي عملتم عليها لتفادي المشاكل؟
أول هذه الأولويات استيعاب عدد الناشرين الجدد، الذين انضموا للمعرض على مستوى دور النشر المصرية والعربية والدول المشاركة، فعملنا على استيعاب كل هذه الأجنجة على نفس المساحة، من خلال تقليل مساحات دور النشر الكبرى، وهيكلة الديكور بما لا يضر بشكله الجمالى والحضارى، وبناء صالة جديدة تضم المسرح والكتاب التعليمى وقاعة السينما.
تم العمل أيضا على تطوير محاور عديدة من نقل زوار المعرض لمقره الجديد، حيث تم تطوير خدمات النقل العام لجمهور المعرض من أتوبيسات النقل العام والسيرفيس وشركات النقل الخاصة، بالإضافة إلى التعديلات التى أجريت على محور المشير، التى أدت إلى سيولة مرورية هائلة.
ماذا عن تطور الشق الثقافي؟
أصبحت الثقافة صناعة على مستوى العالم، وتمثل جزءا من الدخل القومي لدول كثيرة، ولهذا بدأنا العمل على تحويل المعرض إلى أحد ركائز الصناعة الثقافية، من خلال إتاحة برامج ثقافية للناشرين، وتسهيل التقاء صناع النشر على على مستوى العالم بصناع النشر فى مصر، سواء على مستوي صناع النشر الحكومي أو على المستوي المصرى والعربي من أجل تبادل حقوق الترجمة والتعاون، وهذه تمثل نقلة نوعية.
– ما مردود هذا النقلة النوعية على تطور المعرض؟
استطاع المعرض أن يوفر سياقا ثقافيا لسوق الكتاب، على عكس السنوات الماضية، فلم يكن معنيا بأن يصبح سياقا أو مناخا لسوق النشر، وكان يقوم بذلك معرض فرانكفورت الدولي، باعتباره ملتقى صناع النشر في العالم، كما شاركت مجموعة من المعارض الدولية في المعرض، أصبحت مصر تمتلك الريادة في مجال معرض الكتب بالمنطقة منذ العام الماضي، واستمرارية المعرض بهذا الشكل تدل على أننا نمتلك الكم والكيف لذلك.
وما شاهدناه من حرص الناشرين من مصر والدول العربية وبعض الدول الأوربية يدل على أن هناك اقتصاديات ربحية قد تحققت لهم، والرهان على أن اقتصاديات القراءة ليست موجودة فى مصر رهان خاطئ، وهو ما أثبتته دورتا العام الماضي والحالي.
ماذا عن تطور صناعة النشر والإصدارات المشاركة من قبل هيئة الكتاب؟
تم تطوير مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب، وطرح كتاب شخصية مصر لجمال حمدان فى طبعة منافسة فى 4 مجلدات، وكل مجموعة تصل إلى منفذ البيع تنفد خلال ساعات، كما تم طرح سلسلتي ما ورؤية، ما يدل على حرص الهيئة على تقديم رسالة ثقافية مهمة تقدم مضمونا مقابل سعر زهيد، بالإضافة إلى وجود دور النشر الخاصة في تنافس شريف ومشروع.
كما نعمل على تعزيز الهوية الثقافية من خلال حرصنا على نشر الثقافة المصرية الأصيلة من قبل المؤسسات الحكومية وتعزيزها وإتاحة الفرصة للكتاب الشباب دون استغلالهم، ودور النشر الحكومية هي القادرة على طباعة الموسوعات العلمية.
– هل وصلتكم سلبيات متعلقة بالدورة الماضية ونجحتم في تلاشيها هذا العام؟
لاحظ الجمهور بعض السلبيات، لكننا لاحظنا أكثر منها وعملنا عليها طوال الوقت، مثل السلبيات الإدرية والتنظيمية، ولابد من الإشادة بدور مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، الشريك الاستراتيجي للمعرض، لأنهم قادرون على الحل معنا طوال الوقت، ولديهم وعي برسالة المعرض وأهمية تذليل العقبات، حيث خصصت إدارة لمتابعة كل سلبيات العام الماضي.
كما عملنا على تسهيل دخول القاعات وتذليل إشكالية الطوابير، وشاهدنا انسيابية تأمين في الدخول هذه العام، وتم تقييم النشاط الثقافى والفكري والفنى وتطويره هذا العام وتوظيف البرنامج بفكرة الكيف وليس الكم، وهناك اهتمام ببناء المسرح والسينما بشكل مهم ووجود مفكرين بارزين، وتطوير نشاط الطفل، وتدارك كل السلبيات بمتابعة وصمت من خلال إدارة الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة، مع أخذ كل الملحوظات في الاعتبار.
– كيف تم العمل على تقديم السنغال “ضيف الشرف” لجمهور المعرض؟
اختيار دقيق لشعار الدورة “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”، ليدل على أن قضايا الجديدة التي تشغل العالم وتؤثر فيه، سواء بالإيجاب أو السلب، من أهمها قضية التنوع الثقافي التى تعد شائقة وشائكة في الوقت ذاته، قادرة على أن تسبب مشاكل، وقادرة على أن تعيد اللحمة بين الشعوب، التى فرقت بينها الثقافة، وما نعانيه هي مشكلات الثقافة، والتناحر الموجود في المنطقة العربية، بسبب العبث بالثقافات الأصيلة والهويات، ما أدى إلى حروب عالمية، فكان لا بد من اختيار كلمة التنوع وليس التعدد أو الاختلاف.
– كيف ترى مشاركة السنغال في معرض الكتاب؟
– المشاركة السنغالية قوية جدا بالمعرض، ووزير الثقافة السنغالي كان موجودا فى الافتتاح، والسفير السنغالي يتابع الفعاليات يوميا، وهناك اهتمام بالموضوعات الأفريقية فى كل الفعاليات، وكنا منتبهين لذلك ونحن نعد البرنامج الثقافي للمعرض.