لا بد أن نظل حريصين على مد جسور الثقافة مع أفريقيا
«دهب عيرة» له طبيعة خاصة تشبه «صاحب المقام»
حوار: على الكشوطي
«عمري ما جريت ورا العالمية، بل حققتها بأفلام مصرية من إخراج العظيم يوسف شاهين»، و”ما يحدث في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51 «حاجة عظيمة»، و”لا أستطيع أن أصف مدى فرحتى بالتكريم فى المعرض”.. هذا أبرز ما جاء في حوار الفنانة الكبيرة يسرا مع «الكتاب 50+1».
يسرا تحدثت عن ذكرياتها مع معرض الكتاب، ومسلسلها الجديد “دهب عيرة”، وفيلم “صاحب المقام”، وتجربتها مع أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، والتى تمنح جوائز الأوسكار، وغيرها الكثير.. فإلى نص الحوار.
كيف ترين اختيار جمال حمدان شخصية العام لمعرض الكتاب؟
ما يحدث في معرض الكتاب هذا العام «حاجة عظيمة»، والدكتور جمال حمدان من أهم الكتاب والمؤرخين المصريين، واختياره شخصية العام أقل شيء ممكن نقدمه له، ويجب على الشباب الصغير أن يتعلم من أعماله.
ماذا عن اختيار السنغال كضيف شرف، وشعار “مصر أفريقيا.. ثقافة التنوع”؟
اختيار هام جدا، ولا بد أن نظل حريصين على ألا نفقد هويتنا، التى ينتمى جزأ كبير منها إلى أفريقيا، وبالتالى من المهم الحفاظ على علاقاتنا بهم ومد جسور الثقافة والفكر وتبادل الحوار معهم، مصر بوابة أفريقيا، ونحن جزأ منها، وربط علاقتنا بدول أفريقيا أمر غاية فى الأهمية.
ما تعليقك على سعر تذكرة المعرض البالغ 5 جنيهات؟
سعر التذكرة غير مهم، وأرى أنه مناسب، والأهم هو أن يعرف جمهور المعرض قيمة العلم والقراءة وأهمية الكتاب، 5 جنيهات تقريبا نفس سعر كيس البطاطس المحمرة لن يفرق كثيرا، المهم أن يكون المعرض فرصة للتثقيف والتعلم والتعرف على ثقافات مختلفة وإصدارات من دول مختلفة، وهو التنوع الذى يعتبر من أهم مكاسب معرض القاهرة للكتاب.
كيف استقبلت خبر تكريمك من معرض الكتاب وما أهميته بالنسبة لك؟
أسعدنى جدا، ولا أستطيع أن أصف مدى فرحتى به، ويعتبر التكريم هو الثاني، فسبق وأن كرمت بالمعرض من قبل، وسعيدة بأننى سأزور المعرض وأتعرف على أجنحته المختلفة، وألمس مدى التطور الذى حدث بالمعرض، لأننى تقريبا لم أزر المعرض منذ أكثر من 20 عاما.
ما الذى جذبك فى مسلسل «دهب عيرة» المقرر عرضه فى رمضان المقبل؟
مسلسل “دهب عيرة” عمل له طبيعة خاصة، وبه نوع جديد من الدراما، ومختلف عما قدمته من قبل، إضافة إلى أن ظهورى بالعمل خاص جدا، لأن تركيبة الشخصية لم أقدمها من قبل، ومهم للغاية أن تبحث دوما عن الجديد والمختلف، خاصة عندما يضم أرشيفك الفنى أعمالا عديدة، لا يشبه أحدها الآخر، فيكون عليك مسؤولية التنقيب عن شيء مختلف، ولذلك عندما وجد المسلسل اقتنعت به جدا، لأنه سيشكل إضافة لرصيدى لدى الجمهور، لأنهم على وعد بعمل يستحوذ على كل حواسهم.
كيف وجدتى العمل مع المخرج سامح عبد العزيز؟
فرحتى لا توصف بالعمل مع المخرج سامح عبد العزيز، لأنه مخرج يعى جيدا معنى كلمة دراما، وهو على المستوى الشخصى شخصية طيبة جدا ومتفاهم، ويستوعب من حوله، ويحب أن يتناقش مع الممثل، ويستمع إلى ملاحظاته، ويحاول دوما أن يقدم العمل بأفضل حال، ويبذل كل طاقته ليخرج للنور فى كامل رونقه، وواثقة أن “دهب عيرة” سيكون واحدا من أهم الأعمال فى 2020.
لماذا فضلتى فيلم “صاحب المقام” للعودة به بعد غيبة طويلة؟
نفس المعيار، وهو أن قصة صاحب المقام لم يتم تناولها فى السينما المصرية بنفس الطريقة التى نتناولها فى الفيلم، كما أننى فخورة بالعمل فى فيلم تأليف الكاتب إبراهيم عيسي، ولم أبالغ إذا قولت إنه شرف لى أن أقدم عملا من تأليفه، أما المخرج ماندو العدل، فهو فنان موهوب ودقيق، ويهتم بالتفاصيل، ولديه حس فنى عال، ولديه القدرة على التعامل مع أى مشكلات تواجه التصوير دون توتر.
وفيلم صاحب المقام أول عمل لى مع المنتج أحمد السبكي، فسبق وعملت مع شقيقه محمد، لكن “الحاج أحمد” لديه من الحماس ما يجعلنى أوافق على العمل بكل أريحية.
هل سيلحق فيلم “صاحب المقام” موسم إجازة نصف العام؟
لا أعتقد، فهناك العديد من التحضيرات والتجهيزات قبل طرحه، إضافة إلى أن الفيلم فى مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، وبالنسبة لى أعتبر أن الفيلم الجيد يفرض نفسه فى أى وقت وأى موسم.
كيف كانت تجربتك مع عضوية أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة والتى تمنح جوائز الأوسكار؟
عضوية أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة شرف كبير لى كفنانة مصرية، وتجربة غاية فى الأهمية، لأنك تتعرف على صناعة السينما من منظور وفكر مختلف، وتتعلم كيف تدار تلك الصناعة، وكيف يقدمون أعمالا على مستوى عال من الحرفية والإتقان.
ما تعليقك على استقطاب عدد من النجوم العرب من جنسيات مختلفة للمشاركة فى عضوية الأكاديمية؟
الأكاديمية تجربة مهمة لأى فنان، لما لها من رونق خاص، بالطبع كان هناك أفلام ليست على المستوى، لكن الأغلبية كانت غاية فى الروعة على جميع المستويات، وأتمنى أن ننافس بفيلم مصرى يكون على نفس المستوى التى شاهدته بلجنة الاختيار.
هل نرى يسرا تخوض تجربة سينمائية عالمية أم أن الأمر ليس فى حساباتك؟
“عمرى ما جريت ورا الشغل فى أفلام عالمية”، لأننى بالفعل اقتحمت العالمية من خلال أفلام المخرج العظيم يوسف شاهين، حيث قدمنا العديد من الأعمال فى أوروبا ودخلنا فى شراكات إنتاجية عالمية، وذلك فى الوقت الذى لم يكن يصل أى فيلم مصرى إلى تلك المكانة إلا من خلال الراحل يوسف شاهين، فهو أول من فتح باب العالمية أمام الفيلم المصري.