استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الأحد، ندوة عن التنوع الثقافي بعنوان “الأدب العربي وآفاق الترجمة”، تناولت حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية على مر العصور.
وقسَّم الدكتور شرقاوي حافظ، الناقد الأدبي والمترجم، الترجمات إلى ترجمة علمية، وهي ترجمة كل ما ليس له علاقة بالكتابات الأدبية، والترجمة الأدبية، التي تخص الإبداع بكل أشكاله، سواء في مجال المسرح أو القصة أو الروايات، وغيرها من الفنون، بجانب الترجمات التي تجمع السيناريو والكتابة والتأليف المسرحي، وترجمة الفن السينمائي، معتبرا الترجمة أحد فروع الثقافة.
وأوضح حافظ أن ترجمة الشعر أصعب الترجمات، لأنها لا تتم إلا عن طريق شاعر، مضيفا أنه ترجم ديوانا شعريا كاملا من الإنجليزية إلى العربية، لأنه في الأساس شاعر، فالشعر ليس نصوصا جامدة، بل يصلح لكل الثقافات.
ولفت إلى أن علم الترجمة بدأ في العصر الأموي، أثناء خلافة خالد بن يزيد بن معاوية، فكانت الترجمة خاصة بنقل العلوم والاستفادة منها، ونمت وازدهرت أكثر في عهد المأمون، في العصر العباسي، ثم اندثرت حتى جاء عهد الوالي محمد علي، الذي أرسل رفاعة الطهطاوي للخارج لتلقي العلوم ونقلها إلى مصر، وأنشأ مدرسة الترجمة برئاسة “كلوت بك”، إلا أن العصر الحديث شهد ضعفا للترجمات خاصة من العربية إلى اللغات الأخرى، ووصلت اللغة العربية للمركز الـ29 في علم الترجمة، رغم أنها اللغة السادسة التي اعتمدتها الأمم المتحدة بين لغات العالم.
وأشار حافظ إلى أن الترجمات في مصر أصبحت محصورة في مناطق محددة، في الجهات الرسمية فقط، لذلك أصحبت مصر فقيرة جدا في مجال الترجمة، مضيفا: “مازلنا نتغنى بحصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، ولولا الترجمة لما حصل “محفوظ”على هذه الجائزة.
وأوضح أن الأدب العالمي تأثر في عصور سابقة بالأدب العربي، وتأثرت رواية “عطيل وديدمونة” لشكسبير، بقصة عنترة بن شداد، قائلا: “من خلال الترجمة نستطيع فرض ثقافتنا على الآخر”.
وقال الكاتب والسينارست الدكتور مصطفى محرم، إن الأدب العربي تأخر كثيرا في الترجمة، حتى القرن الـ19، حين تمت ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة، وكان له تأثير كبير في الأدب القصصي في أوروبا، وظهر ذلك في كتاباتهم آنذاك.
وفيما يخص الأدب المسرحي، قال “محرم” إن العرب لم يعلموا شيئا عن فن المسرح إلا بعد حضور الفرق اللبنانية، التي ترجمت بعض النصوص لللغة العربية، مشيرا إلى أن الفنان نجيب الريحاني له 30 مسرحية مقتبسة من المسرح الفرنسي، فكان الريحاني وبديع خيري يقرآن النص الفرنسي ويعيدان كتابته باللغة العامية المصرية، ليتناسب مع ثقافة المصريين، وكذلك مسرح يوسف وهبي، الذي قام على ترجمات الأعمال المسرحية.
كتب: غادة قدري – محمود جاويش
الكتاب 50+1