كتبت: سمية أحمد
في لقاء هو الأول له مع الجمهور منذ الأزمة الصحية التي تعرض لها مؤخرًا، التقى الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام، بمحبيه ومعجبيه من جمهور معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ51، في حديث مطول غلفه الحب والمشاعر الإنسانية، وأداره الشاعر أحمد بلبولة.
بدأ اللقاء بحديث سرد فيه الشاعر رحلته في الحياة، منذ أن كان صغيرًا بأقدام حافية يجوب في قريته الصغيره تحت الأمطار، حتى وصل للمرحلة الجامعية، وحتى الآن.
مسئولية المعرفة
وتحدث سلام عن حبه للكتابة التي تقوده طواعية، حيث قال “قدمت على مدار تاريخي أكثر من 30 كتابًا ما بين التاريخ والشعر والتأليف والترجمة، وكان هم الشعر هو موضوعي، ثم تأتي ورطة أكبر هي هم الترجمة، ووقعت في مشكلة بالنسبة لي كشاعر، لأن المعرفة التي تتحقق بعمق أكبر من خلال الترجمة كانت عبئًا علي كشاعر، فقد تحمل نفسك مسئولية تجاه الشعر، وأمام الترجمة فأنت تحمل نفسك مسئولية أكبر، طالما أنك من أعداء التكرار، ولا تقبل أن تكتب ما يكتبه الآخرون أو تقدمه أو تعيد ترجمته، لأنك تجد نفسك أمام شعراء آخرين، ليس فقط شعراء يتحدثون بمثل لغتلك بل شعراء يتحدثون باللغة الإنجليزية والفرنسية”.
وتابع سلام “أنا لست ابنًا لطبقة كانت تذهب بأولادها إلى المدارس الخاصة ليتعلموا اللغات الأجنبية، إنما أنا ذلك الطفل القروي الذي كان يجرى حافيًّا بدروبها سعيدًا بنزول المطر، متقافزا بالصيف على لسعة الطرق، أنا ذلك الطفل، وبيتنا كائن في نهاية القرية، وعلى أن أقطع شوارعها ودروبها، للذهاب إلى المدرسة، وبالتالي حين بدأت الاحتكاك باللغة في المدرسة تشبثت بهذه العلاقة، وحين كان لي أن أحتك بها في الكلية ظللت متشبثًا بها، فكنت أعرف أنني يجب أن أتشبع بالمعرفة”.
وفي جانب من حديثه تساءل “سلام” عن السر في عدم تقديم المترجمين للشعر الروسي، موضحا أننا نقرأ للكتاب الروس أعمالهم الروائية، ولكن لن نجد أي ترجمة عن أعمالهم الشعرية، وهو ما قاده إلى الذهاب إلى تلك الأعمال والقيام بترجمتها لنفسه، منوها إلى أن ما قدمه من ترجمة للشعراء الروس كان من باب المعرفة الشخصية له ولأصدقائه.
وعن رحلته قال سلام “لا أدرى ما الذي دفعني في المرحلة الإعدادية إلى أن أفتش في العالم وأحاول الرسم، وعندما ينغلق الطريق أحاول كتابة القصة، وإذا انغلق الطريق أحاول كتابة السيرة الذاتية، فينغلق كل ذلك، حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية، ثم التقيت بأساتذتي في اللغة العربية، وكتبت كتابي الشعري الأول”. معترفا بأن لديه جزءا من بداياته الشعرية كان متأثرا فيها للغاية ببصمة الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور.