كتبت: رنا الجميعي
دائما ما ترتبط حالة الكتاب بالأوضاع المحيطة، فإذا وُجد الاستقرار ازدهرت صناعة النشر، وإن توترت، كما في سوريا واليمن ولبنان، واجهت الصناعة العديد من الأزمات.. فكيف يتعامل أصحاب دور النشر في هذه الحال؟
اليمن.. أزمة المتشددين
منذ 33 عاما، تأسست مكتبة خالد بن الوليد باليمن، التي تحرص على المشاركة بمعرض الكتاب في القاهرة منذ العام 2002، ولم تترك دورة واحدة إلى الآن، رغم الحرب الدائرة هناك، كما يقول عبد العليم أحمد، مدير المبيعات.
وقال عبد العليم، إن الناشرين في اليمن يعانون مشكلات عديدة، تتمثل في صعوبة نقل الكتب بين المحافظات، وتقييد حرية الطباعة والنشر، مضيفا أنه كان يشارك بالمعارض الكتب الداخلية والخارجية، أما الآن “فلم يعد هناك أي مشاركة سوى بمعرض القاهرة”.
وأشار عبد العليم إلى مفارقة غريبة في اليمن، تتمثل في أن “الكتب المقبولة في العاصمة صنعاء، غير مقبولة في عدن، وتصادرها جماعات متشددة”، مضيفًا أنه منذ عام اشترى من القاهرة حاويتي كتب، تضم 800 كرتونة، ورغم قبولها من وزارة الثقافة، وفي الطريق من عدن إلى صنعاء صودرت 40 كرتونة منها.
وتشارك الهيئة العامة للكتاب اليمنية في المعرض، للمرة الأولى، ويؤكد رئيسها، يحيى ماثالا، أن ما يشهده اليمن من أوضاع سيئة لا بد أن ينتهي يوما ما، وتعود البلاد مجددًا للازدهار، لكن في الوقت الحالي تتعرض الكتب للتشويه على يد الجماعات المتشددة، حتى الكتاب المدرسي لم ينج من ذلك.
وأشار ماثالا إلى تدمير نحو 13 مكتبة عامة بسبب الحرب، ما أدى إلى تشرد الباحثين وانصرافهم إلى شؤونهم الخاصة غير المستقرة، “ومع ذلك يحاول عدد منهم العودة مجددا إلى كتابة الأبحاث العلمية والفكرية، وتسويق إصداراتهم”.
لبنان.. توقف البنوك
كما أثرت الاحتجاجات الشعبية في لبنان على صناعة النشر، ويقول علي عساف، أحد المسئولين بدار “منتدى المعارف” للنشر، المشاركة بمعرض الكتاب، إن هذه الاحتجاجات إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية أثرت على حركة النشر، فالتعامل مع البنوك متوقف منذ فترة طويلة، بسبب الفساد.
وتشارك دار “منشورات المتوسط” اللبنانية في المعرض، وتعاني أيضًا أوضاعًا صعبة، إذ يقول عماد بن صالح، أحد المسئولين عن الدار، إنهم صاروا يستوردون الورق من الخارج، وبالتالي ازدادت تكلفته.
سوريا.. الكتب رفاهية
وبالرغم من الحرب والأوضاع المتردية منذ 9 سنوات، تشارك دار “ورد” السورية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقال الدكتور مجد حيدر، أحد المسئولين عن الدار، إنه دون استقرار لا توجد صناعة مزدهرة للكتاب، لافتا إلى أن المجتمع السوري أصبح يفتقد لتلك “البحبوحة الصغيرة”، على حد وصفه.
وأضاف حيدر، من أمام الركن الخاص بالكتب المترجمة، أن المجتمع السوري أصبح يلهث –مضطرًا- وراء لقمة العيش، دون الالتفات لأي نوع من الرفاهية، وفي مقدمتها الكتاب، بجانب تأثر عملية النشر بارتفاع أسعار الطباعة نتيجة الحرب.