كتبت: سمية أحمد
شهدت قاعة ضيف الشرف، الأثنين، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، عرضا لكتاب “وصف أفريقيا” لـ”الحسن بن محمد الوزان الفاسى”، بحضور الكاتبة سلوى أبو بكر، والباحث أسامة جميل السعدوني مدير تحرير سلسلة التراث بالهيئة العامة للكتاب.
في البداية، قالت أبو بكر، إن الكتاب يُعد من الكتب الهامة الرائدة في تناول الأحوال الجغرافية والانثروبولوجية للجماعات الأفريقية المختلفة، كما يتضمن مواقع جغرافية عديدة، ربما لم يعد بعضها موجودًا على الخريطة.
وأضافت أن الحديث عن أفريقيا والدول العربية، وهو من ضمن كتب عدة تحدثت حول الشأن الأفريقي خلال القرون الوسطى، ولكن ما قبل القرون الوسطى علينا أن نذكركم بأن الملك المصري “نخاو الثاني” أرسل العديد من الرحلات البحرية، التي جابت حول أفريقيا، فكانت أفريقيا مصب اهتمام الحضارة المصرية القديمة وحكامها، وكانت تجلب العطور ومواد التحنيط من أفريقيا.
وأشارت إلى أن الملكة حتشبسوت كانت النموذج الأشهر لحكام الدولة المصرية القديمة، في هذا الأمر، حيث أرسلت الرحلات البحرية إلى مملكة “بوت” بأفريقيا، وكانت داعمة لها، وقامت بتسجيل تلك الرحلات على جدران معبدها في الدير البحري في الأقصر”.
وأشارت أبو بكر إلى وجود العديد من الكتب التي تتناول أفريقيا، وخلال الاحتلال الروماني لمصر كان هناك كتاب مهم جدًا، وهو كتاب “الدوران حول البحر الإرتيري”، الذي تناول بعض الأحوال الأفريقية ذات الطابع الأنثربولوجي”، متمنيةً أن يتم طباعة هذه الكتب حتى تصبح بين أيادي الجيل الجديد.
من جانبه، قال السعدوني إن حسن الوزان ولد في إسبانيا بالبرتغال في العصر الإسلامي، وتطرق وتوغل في بلاد أفريقيا، فكان جغرافيا رحالة، وكان يصف ما يراه، ويذكر أسمائها وسكانها، وقبائلها.
وأشار السعدوني إلى أن الكتاب تناول أمور عدة، ومنها رحلة انتقاله من غراناطة إلى أفريقيا، وأسره وبيعه إلى بابا روما، حيث لم ينجيه من الرق والعبودية سوى ما كان يحمله من علم ومعرفة، فعندما تحدث مع البابا، وعلم أن هذا الرجل لديه من العلم والخبرة، وكتب كتابا في الجغرافيا، احتضنه البابا وقربه إليه، وبعد مدة من الزمن تم تعميمه وتنصيره، وعلى الرغم من عيشه في الأسر طوال هذه المدة، إلا أنه عاش حياة كريمة.
وأوضح أن حسن الوزان تطرق لكل الموضوعات، التي كانت تتعلق بحياة الفترة التي جابها، من عمليات بيع وشراء ووصف للحياة المعيشية، والمكاييل وغيرها.