كتب: محمود جاويش
استضافت القاعة الرئيسية، الأربعاء، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة بعنوان “ملامح مصر الحضارية” في فكر شخصية المعرض لهذا العام، استعرض خلالها المتخصصون خريطة المجتمع المصري والجغرافيا البشرية وهرم الشخصية المصرية من واقع كتب جمال حمدان.
في البداية، قال مدير عام مكتبة القاهرة الكبرى، ياسر عثمان، إن حمدان أبدع في وضع رؤية مستقبلية لحياة كريمة في مصر، محتفظة بهويتها الخاصة، وهوياتها متعددة الروابط “العربية – الأفريقية – الأورومتوسطية”، وهذه الرؤية يمكن تطبيقها على الواقع الحالي، الذي تقف فيه المنطقة في مفترق طرق كبرى نتيجة الأحداث التي تشهدها المنطقة بأثرها.
ومن جانبه، تناول الدكتور جلال أبو بكر، أستاذ الآثار والحضارة بجامعة المنيا، “خريطة المجتمع المصري عند حمدان”، ونقل عنه قوله “إن مصر أكبر تجربة سكانية في العالم”، وقال إن هذه المقولة ثبتت صدقيتها بالفعل، مشيرا إلى أن المصريين القدماء كانوا يقومون بإجراء تعداد سكاني متتالي كل عامين، ويدونونه لقراءة الخريطة السكانية للقطر المصري، ما دعا ملك مصر في العصر الصاوي للدعوة لغزو الصحراء، وتكوين تجمعات جديدة، وكانتنتيجتها إنشاء مجتمع جديد بمنطقة الواحات المصرية.
وأضاف “أبو بكر”، أن حمدان ذكر أن مصر هي أصل اللغات، وهو ما ثبت مؤخرا، فبعد أن ظلت اللغة الفينيقية تتربع على عرش أقدم اللغات على الأرض، ثبت أن “الفينيقية” ذاتها مأخوذة من اللغة السيناوية (لغة أهل سيناء).
بينما قال الدكتور محمد التداوي، الباحث في مجال التراث، إن الجغرافيا لم تقف عند جمال حمدان عند فكرة الحدود والتضاريس، وخرج بكل معطيات مصر “أرض، إنسان، مواد، تاريخ” بفكر تنويري في مجال الجغرافيا، “فحمدان لم يقرأ التاريخ ولم يشاهد الجغرافيا، وإنما رأها من منظور فلسفي، وكتبها بمفردات أدبية، وحول “العلم جامد” إلى نص فلسفي بديع، مشيرا إلى أن “حمدان” هو من أطلق على مدينة الفيوم مصر الصغرى، ووصف وادي الريان بـ”الوادي المشبع بالماء”، نظراً لثروة هذه المنطقة المائية.
أما قال الدكتور محمد فرج، أستاذ الجغرافيا البشرية بكلية الأداب جامعة المنوفية، فقال إن حمدان تحدث عن المحور السكاني في مصر، وقال إن سكانها يعيشون بين “التقدم والبنائية”، فهي ليست بلدا وليدا أو في مرحلة البناء، ولا هي دولة متقدمة مثل أوروبا.
وأوضح “فرج”، أن حمدان هو أول من أجرى تدقيقا لكل أرقام السكان في مصر، ووجد أن بها “إفراط سكاني”، وأن بداية الانفجار السكاني في مصر بدأ عام 1821 ويصل ذروته في عام 2000، وبعدها ستشهد حالة استقرار سكاني، وهو ما أكد عليه “فرج” بأنه بالنظر لمعدلات المواليد والوفيات فإن مصر أصبحت في مرحلة استقرار سكاني، بواقع زيادة 17 مولودا لكل ألف نسمة، بعد أن كان 30 مولودا لكل ألف نسمة في سبعينات وأوائل ثمانينات القرن الماضي، وانخفض لـ20 في التسعينيات وبداية الألفية الثانية، حتى وصلت لهذه المرحلة.
فيما استعرض الدكتور هيثم البشلاوي، رئيس مركز شخصية مصر للدراسات الاستراتيجية، تحديات الشخصية المصرية عند جمال حمدان، ونقل عنه أن أهم هذه التحديات تحديات داخلية، وهي الموروث السلبي، ومحاولات تشتيت الهوية “علماني وديني”، أما التحديات الخارجية تتمثل في محاولات اختراق وطمس واستنزاف الهوية المصرية، لذلك قال مقولته “إن مصر اليوم، إما أن تحوز القوة وإما أن تنتحر، فإما القوة أو الموت.. فإذا لم تصبح مصر قوة عظمى تسود المنطقة، فسوف يتداعي عليها الجميع كالقصعة”.