أخبار عاجلة

المحيط الأطلنطي.. «كلمة السر» في تطور السنغال

كتبت: ابتسام أبو الدهب
في العام 2012، اعتمد الرئيس السنغالي، ماكي سال، نموذج تطوير اقتصادي واجتماعي يعرف باسم (PES)، بهدف دفع السنغال إلى طريق التنمية، وتحقيق مجتمع متماسك ومستقر وأكثر توازنا بحلول عام 2035.
الخطة تعتمد على ثلاث أولويات رئيسية، أبرزها تحقيق تحول اقتصادي وتعزيز نموه وتطويع الإمكانات السنغالية المختلفة، لخلق قوة جذب قوية للتصدير والاستثمارات، وساعد في تحقيق قدر كبير من هذه الخطة، وتسهيل العلاقات التجارية الدولية، الموقع الاستراتيجي لدولة السنغال، حيث تقع على ساحل المحيط الأطلنطي، وتعد بوابة ونقطة انطلاق لدول الغرب الأفريقي.
وبشكل أو بآخر، ترتبط خطة السنغال الناشئة بشكل مباشر بجغرافيا المكان، حيث لعب المحيط الأطلنطي، دورا هاما في ازدهار وتطور البلد، سواء في مجال السياحة أو التجارة أو الاقتصاد.
داكار، عاصمة السنغال، عبارة عن ميناء دولي كبير، ويعتبر من أكبر الموانئ الأفريقية وأهمها؛ لأنه يوفر الوقت الذي تستغرقه السفن للوصول إلى أوروبا وأمريكا، فتصل السلع بكل أنواعها في خلال أسبوع، وهي محمية بشكل جيد.
والدور الذي يلعبه ميناء داكار دوليا، دفع المستثمرين لعقد اتفاقات مع الحكومة السنغالية، وتوقيع عقد امتياز 25 عاما مع شركة “موانئ دبي العالمية”، ينص على تشغيل مرافق بحرية، وتطوير مشاريع بنى تحتية في السنغال، وعلى رأسها إنشاء وتطوير ميناء “دو فوتور” أو “ميناء المستقبل”، بالإضافة إلى إعادة تطوير ميناء داكار وتوسيعه ليكون أكبر وأحدث محطة حاويات في منطقة غرب أفريقيا.
بالإضافة إلى الموانئ، تعتمد السنغال على عدد من القطاعات المهمة، أبرزها قطاع السياحة، وقطاع مصائد الأسماك، الذي أصبح أكثر تطورا بعد تنفيذ خطة (PES)، حيث تم تعزيز السلامة البحرية بتجديد حوالي 20 ألف سترة نجاة، وتحقيق الاستقرار بمنطقة سان لويس من خلال إنشاء كاسر للأمواج، وإعادة تطوير الرصيف ومنطقة المعالجة في مركز جودومب للصيد، وجعل بعض الموانئ متوافقة مع معايير السلامة والأمن، بالإضافة إلى بناء ميناء للصيد وتمديد ميناء تجاري، وغيرها من المشروعات، وتعتمد السنغال بشكل أساسي في التصدير على الأسماك، بالإضافة إلى الذهب والفوسفات والنفط.
تتميز السنغال بشواطئها وجزرها الخلابة، التي تعد عامل جذب قوي للسياح محبي الرحلات والرياضات البحرية، حيث يوجد الكثير من المنتجعات، بالإضافة إلى توفر رحلات القوارب في خلجان قرية ساين سلوم، ورياضة التجديف وركوب الأمواج، كما تم استخدام عدة مواقع فيها لتصوير أفلام التزلج على الماء.
ومن أبرز المدن السياحية بالسنغال، مدينة “سالي بورتودال”، التي تقع على طول الساحل المحاط بالنخيل، وتضم شواطئ عديدة ومحميات طبيعية وملاعب للجولف ومواقع تاريخية، وتمتلأ مياهها بأنواع فريدة من الأسماك.
كما توجد قرية “جول فاديوث”، التي تضم جزيرة صغيرة مصنوعة كلها من أصداف البحر، تكونت قديما بسبب السكان، الذين كانوا يصطادون الرخويات ليأكلونها ويستخدمون أصدافها في بناء المنازل والشوارع والممرات حتى تكونت لتصبح من أهم مشاريع إعادة التدوير في العالم.
يعد الحصول على مياه صالحة للشرب مصدر قلق دائم تواجهه الحكومة السنغالية، التي تبحث بدورها عن حلول، وأطلقت برنامج حفر 300 بئر عام 2013، ونجحت خلال السنوات الماضية في حفر 210 آبار و13 محطة لضخ المياه أفادت حوالي 630 ألف شخص، بالإضافة إلى إطلاق محطة ضخمة لتحلية مياه البحر بتكلفة 274.2 مليار فرنك أفريقي، لإيجاد حل جذري لإمداد داكار بمياه للشرب بشكل دائم، وعليه فقد تم تجديد حوالي 460 كيلومترا من الأنابيب ومحطة أخرى لتحلية المياه في جران كوت بالقرب من داكار.
هذه المشروعات ستساهم في توفير حوالي 300 ألف متر مكعب من المياه في اليوم الواحد، تغطي احتياجات داكار وما حولها من مدن حتى عام 2035، وبذلك يكون المحيط الأطلنطي قد لعب دوره الرئيسي في تحقيق الكثير من استراتيجية دولة السنغال للتنمية وتوفير حياة أفضل للمواطنين.