أخبار عاجلة

عن كتاب التفضيل الجمالي عند أ.د شاكر عبد الحميد بقلم دكتور خالد عبد الغني

اسم الكتاب: التفضيل الجمالي ” دراسة في سيكولوجية التذوق الفني”
المؤلف : أد. شاكر عبدالحميد
الناشر : المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب . مكان النشر: الكويت. سنة النشر : 2001.
تعد قضية التذوق الفني والجمالي أو التفضيل الجمالي من الموضوعات التي شغلت عقول علماء النفس المصرين منذ زمن بعيد مثل عبدالسلام أحمدي الشيخ ومصري حنورة وعبداللطيف خليفة وغيرهم ومؤلف الكتاب الحالي واحد من هؤلاء الذين شغلتهم هذه القضية أيضا منذ كتابه الأول العملية الإبداعية في فن التصوير 1987 ، وحتى أحدث مؤلفاته الفن والغرابة 2010 – وهؤلاء جميعا من تلاميذ مصطفى سويف – . ومن ثم كان علم النفس منذ بداياته يجد ملاذا آمنا وممتعا له في ظلال علم الجمال، والعديد من الأفكار التي تناولها الباحثون في علم النفس منذ ظهوره بشكل علمي في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وحتى الآن له جذوره الضاربة بقوة وصلابة في أعماق المعرفة الفلسفية.
يهتم هذا الكتاب الذي يقع في 465 صفحة بدراسة الجوانب المختلفة من خبرة التذوق الفني ، كما تتجلى بشكل خاص في عملية التفضيل الجمالي . ولتفضيل الجمالي عملية نفسية وسطى تتدخل في جميع عمليات التذوق العابر أو النقد المتمهل . ويركز الكتاب من خلال فصوله الثلاثة عشر على استعراض الخلفية التاريخية للاهتمام بموضوع التفضيل الجمالي خاصة من جانب الفلاسفة وعلماء النفس. ويعرض الكتاب للمفاهيم الاساسية في هذا المجال مثل الفن والجمال والتذوق الفني والتفضيل الجمالي والقيم الجمالية والرموز والتعبير والاسلوب…الخ.
ثم يحدد بعد ذلك أهم مكونات عملية التفضيل الجمالي مثل الخط واللون والكلمة والشكل والنغمة …الخ . كما يحدد ايضا أهم المكونات أو التغيرات الشخصية المؤثرة في عملية التفضيل الجمالي مثل نشاط المخ البشري وسمات الشخصية والثقافة والنوع العمر والأساليب المعرفية التي تميز المتلقي وأساليب التربية ..الخ .كما يستعرض الكتاب النظريات السيكولوجية الأساسية المفسرة للتفضيل الجمالي ومنها نظرية التحليل النفسي وبخاصة لدى فرويد وكريس وكلاين وغيرهم ، ونظرية الجشطالت لدى رودلف أرنهايم ، والاتجاهات المعرفية الحديثة لدى فيتز ومارتنديل.
ويعطي المؤلف اهتماما كبيرا لارتقاء عمليات التفضيل لدى الأطفال ، ويكشف عن التفضيل في الدب والسينما والفن التشكيلي والموسيقى. وتأكيدا لشمولية موضوع التفضيل الجمالي وتجاوزه للفنون والاداب يعرض المؤلف لموضوعات تتعلق بجماليات البيئة وخاصة ما يتصل منها بشكل المباني والبيوت في الحضارات القديمة والمدنية الحديث، وهذا لفرع الذي يمزج بين الدراسات السيكولوجية ودراسات البيئة والعمارة والجغرافيا والذي يعد بدرجة ما أكثر فروع الجماليات الجديدة نموا وتطورا . ويستعرض كذلك علاق التفضيل الجمالي بالابداع وهم الانجازات العربية في هذا المجال ثم يقدم لنا تصوره حول كيفية الارتقاء بالتذوق الفني لدى الصغار والكبار .