في ورقته البحثية التي تقدم بها د.حاتم الجوهري الأسبوع الماضي في مؤتمر “القدس في المشهد العربي والرواية الفلسطينية”، الذي عقد في فلسطين بجامعة مدينة غزة، يوم الثلاثاء الموافق 8/6/2021م.
قال د.حاتم الجوهري أستاذ النقد الأدبي والدراسات العبرية المنتدب بالجامعات المصرية، والمشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، في خاتمة دراسته:
“رغم أن دونالد ترامب قد فشل في الفوز بفترة رئاسية ثانية بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، إلا أن مخلفات “صفقة القرن” وتأثيراتها على مدينة القدس ما تزال حاضرة على عدة أصعدة، أبرزها ما تعرضت له المدينة في ظل تحضيرات الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، والتعقيدات الإدارية التي وضعتها السلطات الصهيونية في سبيل مشاركة المدينة وأهلها، كبقية مدن فلسطين.”
واشار في الخاتمة نفسها إلى عاملين مستجدين حين قال:
“بالإضافة إلى ظهور عاملين مستجدين من مخلفات “الصفقة” سيلقيان بظلهما على وضع المدينة وصورتها الذهنية في المشهد العربي الراهن، العامل الأول هو الأثر الذي تركته حركة “الاستلاب للصهيونية” بتياراتها المتنوعة، خاصة ما أشاعوه من روايات مغلوطة حول مكانة “المسجد الأقصى” في مدينة القدس عند المسلمين وحجيتها الشرعية.
والعامل الثاني هو ما أحدثته “الاتفاقيات الإبراهيمية” من شق للصف العربي، وانتقال خطاب “الاستلاب للصهيونية” من النخب الثقافية والإعلامية، إلى مستوى الدول، خاصة أثر “المشترك الإبراهيمي” الديني والترويج للرواية الصهيونية في الصراع، باسم ذلك المشترك الديني الذي يؤكد على المفهوم العنصري لـ”الإبراهيمية” عند الصهيونية الدينية.”
لكنه في الخاتمة انتهى إلى ذكر العامل الأبرز القادر على حسم الصراع، حيث ذكر:
“إنما تبقى القدرة الشعبية على الصمود هي حائط الصد الأخير، التي كانت ومازالت هي خط الدفاع النهائي للذات العربية، والحصن الذي يصعب اختراقه.”
وخص مدينة القدس وعموم القضية الفلسطينية بدورها كناقوس يوقظ الذات العربية، حين قال:
“لأن مدينة القدس خصوصا، والقضية الفلسطينية عموما، تمثل في العقل الجمعي العربي الناقوس الذي يوقظها كلما أوشكت على السبات، حيث فلسطين هي واحدة من أبرز مكونات “مستودع الهوية” العربي، الذي عند الضغط عليها تحدث انتفاضة لتلك الذات العربية الكامنة بقوة، خاصة في ظل مشروع الثورات العربية الجديدة في القرن الحادي والعشرين.”
وكان المؤتمر قد تم تأجيله بعد أن كان مقررا عقده في شهر مايو، بسبب مواكبته بالمصادفة لأحداث “انتفاضة القدس” الأخيرة، حتى وقف إطلاق النار وصمود الفلسطينيين والمقدسيين وانتصارهم، حيث قمت أوراق المؤتمر البحثية قبل أحداث انتفاضة القدس و”الشيخ جراح” الأخيرة
والمعروف أن الدكتور حاتم الجوهري ساهم في الفترة الأخيرة بعدة أبحاث متوالية، تحت عنون: خطاب الاستلاب للآخر الصهيوني، ومحاولته التصدي لدعاة الترويج لـ”صفقة القرن” قبل أن تسقط بفشل ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.