أنفاس الشعر ….
بُحورُ الشِّعْرِ أَصْلٌ وَ وارِفُها سَليلُ
مُفاعَلَتُنْ فَعولُنْ مَفاعَلَتُنْ فَعولُ
= وَقَلْبي يَعْرِفُ الْمُعْجِزاتِ وَلَيْسَ يَدْرِي =
أَنا الشِّعْرُ الٌَذي ما اغْـتَوى وَ الْحَقَّ قـالَا
وَ حَـرْفي مُشْرَئِـبٌّ لَمَنْ يَبْـغِي السِّـجالَا
لَـكَـمْ لَـجَـأَتْ إِلَـيَّ الَّـتي ضَـيَّـعْـتُـمُـوها
وَ كَـمْ نَظَـرَتْ إِلَـيَّ الَّتي تَصْـبُو الْحَـلالَا
فَكَمْ مِنِّي وَ كَمْ مِنْ رَفيقٍ سَوْفَ يَبْـقى
وَ كَمْ صَعُبَتْ عَلَيَّ الْحَياةُ وَ قَدْ تَـوالَى
عَـلَيْـنا … مَـنْ يَـرانا أَثـاثـاً في بُـيُـوتٍ
وَ خَـلْـقاً دُونَـهُ … أَوْ لِـباسـاً قَـدْ تَبـالَى
وَ كَـمْ أَمَـلاً تَبِـعْـتُ أُراقِـبُ فيـهِ حُلْـمي
وَ كَـمْ نَـظَرَتْ إِلَيَّ الطّـريقُ تَـقُـولُ لا لا
لَقَـدْ تَعِـبَتْ بِـهَـبٍّ وَ دَبٍّ لَيْـسَ يَـمْـشي
وَ قَدْ صـارَتْ مَـصيراً تَـغَـيَّرَ وَ اسْتَـمالَا
لَقَدْ رَسَمَتْ بِقَـلْبي صُـروحاً مِـنْ خَيـالٍ
وَ ما تَـرَكَـتْ بِـهـا قـانِـتـاً إِلّا اسْـتَـقـالَا
أَكانَتْ تُمْسِكُ الدَّمْعَ في الْعَبراتِ كَـرْهاً
لِتَـبْـدُو نَـظْـرَةً تَـسْـتَـبِدُّ بِـهـا الـرِّجـالَا
مَواعيدُ الصَّـباحِ الَّتي تُـمْسي انْتِـظـاراً
تَـقَـطَّـعَ عَـزْمُـها وَ مَـشَـتْ دَرْبـاً مُـحالَا
عَـلامـاتُ الشَّـقـاءِ الَّـتي تَـبْـدُو بِخَـلْـقٍ
هَـلُـوعٍ … لا يَــرى غَـيْـرَ كُــلٍّ إِلَـيْـهِ آلَا
وَ آيـاتُ لَـنـا فُـصِّـلَـتْ مِـقْـياسَ كَـوْنٍ
لَقَـدْ ظَـهَـرَتْ جَـنُـوباً لِمُـنْدَفِـعٍ شَـمـالَا
كَـأَنَّ حُـروفَـها مـا تَـبَـدَّتْ قَـبْلَ رَسْـمٍ
وَ لا كـانَـتْ تَـرى ، قَـبْلَـنا ، رَبّـاً تَـعـالَى
بِـدَرْبي تَعْـبُرُ الْمُـشْرِقـاتُ تُنـيرُ حُلْـمي
غَـداً لِـطُـمُوحِـها واصِلاً عَـمَـداً طِـوالَا
وَ قَلْبي يَعْرِفُ الْمُعْجِزاتِ وَلَيْسَ يَدْري
وَ قَـلْـبُـكَ في مَـناطِـقِـهِ يُـؤْي الْخَـيالَا
نَذَرْتُ دَمي و ما قَدْ رَأَيْتُ سِواهُ يَغْلي
كَــأَنَّ هَــواهُ … مــا زادَهُ إِلّا اعْـتِــلالَا
كَـأَنَّ دِمـاءَهُ اقْـتَـرَفَـتْ ذَنْـبـاً عَـظيـمـاً
تَـدَفَّـقَ نَبْـضُـهُ عاشِـقـاً … وَ الْعِـزَّ نـالَا
سَهِـرْتُ فَلَـمْ أَكُـنْ غَيْرَ شَيْءٍ مِنْ عُبُورٍ
وَ راقَـبْتُ الْعُبُـورَ الَّـذي يُـبْـدي الْـمَـآلَا
نَـطَـقْتُ … وَ لَـمْ أَبُـحْ أَيَّ سِرٍّ أَيَّ خَلْـقٍ
وَ قاوَمْتُ الدَّواهي وَصَبْري ما اسْتَقالَا
أَسِـفْتُ لِـما جَـرى في عِـظـاتٍ باقِـياتٍ
فَـصِرْتُ كَـما تَـرى راثِـياً وَضْـعاً وَ حالَا
يَئِسْتُ مِنَ الْهَوى فَاكْتَفَيْتُ عَناءَ يَوْمي
وَ بِـتُّ مُـناجِـياً … سـائِـلاً رَبِّـي تَـعـالَى
فَهَـلْ ماضٍ أَنـا في سَبِيلٍ لَيْسَ يُجْـدي
وَ هَلْ أَبْـقى هُنا واقِـفاً أَطْـوي الْخَـيالَا
لَـئِـنْ شارَكْـتَـني أَيُّـهـا الـرّائي طَـريقـاً
لَـما وَقَـفَـتْ بِـنا أَوْ بِـنا خَـسِئَـتْ مَـآلَا
وَ إِنْ راعَـيْتَ لي والِــداً أَوْفـى بِعَـهْـدٍ
لَـعِشٔـتَ مُـكَـرَّمـاً مُـعْـلِـياً شَـأْنـاً وَ آلَا
©عبد الصمد الصغير.تطوان/المغرب