أصدر الشاعر الإماراتي الكبير محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة ديوانه الجديد “الليلُ سيتركُ بابَ المقهى” عن دار موزاييك للدراسات والنشر ومن المقرر ان يشارك الديوان في معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر افتتاحه الاسبوع القادم .
جاء الديوان الجديد في (136) صفحة من القطع المتوسط، ويضم (27) قصيدة تنوّعت بين العمود والتفعيلة، سكب فيها الشاعر تجربته مع القصيدة والحياة في موضوعات إنسانية ووجودية تفتح أبواب التساؤلات على هموم الإنسان وتطلعاته.
في الديوان تبدو مقدرة الشاعر على استحضار التراث وتوظيف الشخصيات والأحداث لتلقي بظلال المعاني عليها، في قصائد تتميز بالحداثة والبحث عن الصورة القيمة البكر والتحليق في سماوات الخيال، وافتتحه بقصيدة وجودية منها:
مثلُ ريشٍ يسيرُ سهواً لِضِفَّهْ
يعبُرُ الناسُ في الحياةِ بِخِفَّهْ
وكخَطٍّ على الرمالِ غريبٍ
تقصِمُ الريحُ حينَ تلقاهُ نصفَهُ
هكذا عقربُ الزمانِ سيمضي
مُضغَةً كانَ والنهايةُ رجْفَهْ
واختتمه بقصيدة “منجلٌ لا يقصُّ الشجر” منها:
مقطع من قصيدة “منجل لا يقص الشجر” من ديوان “الليل سيترك باب المقهى :
أيُّها الطيِّبونَ
إذا بَدَأَتْ أغنياتُ المحبِّ “بسِقْطِ اللّوى”
تبدأُ الأغنياتُ الأنيقةُ أيضاً
على بابِ حقلٍ قديمٍ يَحُكُّ بأطلالِهِ الغيمَ
تبدأُ أيضاً على ضفّةِ النهرِ
أو ساحلٍ
أو خيالْ
فلا تشغلوا النايَ حينَ يغنّي
بهذا الجِدالْ
الطريقُ المُؤدّي إلى البيتِ
قلبُ عجوزٍ بَكَتْ طفلَها بعدَ أنْ خَطَفَتْهُ الرصاصةُ
هلْ سأدوسُ على قلبِها
أمْ سأمسحُ دمعتَها النازفَةْ؟
أيُّها الطيّبونَ
عليَّ،
عليكمْ
على إرثِنا الأبديِّ السّلامْ.
الجدير بالذكر أن البريكي قد صدر له في الشعر الفصيح 3 مجموعات قبل هذه المجموعة وهي “بيت آيل للسقوط” و “بدأتُ مع البحر” و “عكاز الريح” مع 4 مجموعات في الشعر النبطي، ومجموعة من الكتب حول بعض الدراسات المتعلقة بالشعر .