في مشروع لدراسة الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني، يَصْدرُ للدكتور حاتم الجوهري المشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، وأستاذ النقد الأدبي والدراسات العبرية المنتدب بالجامعات المصرية، كتابان في وقت واحد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام في دورته الـ 52.
ويصدر الكتابان بالتزامن عن داري نشر “خطوط وظلال” بالأردن و”ميتابوك” بمصر، ويتوافر الكتابان في جناحيهما بمعرض القاهرة الدولي إن شاء الله، والذي يمتد في الفترة من 30/6/2021 وحتى 15/7/2021.
الكتاب الأول عن دار “خطوط وظلال” بالأردن وبعنوان: “الصمود: الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني”، والكتاب الثاني عن دار “ميتابوك” بمصر بعنوان: “العودة للذات: تفكك صورة العربي كشريك للتعايش في الأدب الصهيوني”.
في كتاب “الصمود” – عن دار خطوط وظلال- وفي ظل انهيار صفقة القرن يطرح الباحث في دراسته عدة تساؤلات، حول الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني، وكونها كانت حاضرة منذ فترة طويلة في الأدب الصهوني لم يلتفت لها الباحثون العرب لوقوعهم في أسر الصورة النمطية السلبية.
فمن خلال مجموعة من النماذج الشعرية الصهيونية يقدم الباحث قراءة مغايرة تماما لصورة العربي السلبية الشائعة في الدراسات العربية التقليدية للأدب الصهيوني، وهي صورة العربي الصامد والكامن في الزمن الذي يتحين الفرصة للانتفاض واسترداد ما له، وكأن النماذج الشعرية كانت تستشرف المصير العدمي للاحتلال الصهيوني القائم على فرض الهيمنة من خلال الدعم الغربي.
وفي كتاب العودة للذات – عن دار ميتابوك – وفي ظل تأزم فرص التعايش بين الفلسطينيين والصهاينة في ظل انكسار صفقة القرن، يرصد الباحث من خلال مجموعة من النماذج الشعرية أيضا تفكك الصورة القديمة عند أدباء اليسار الصهيوني المزعوم، للعربي كشريك للتعايش، بل ويطرح الباحث مفارقة دالة من خلال عنوان الكتاب أشار لها في دراسته.
فرغم أن الدراسة في الأدب الصهيوني إلا أنه أشار إلى أن “العودة للذات” يقصد بها شعراء فلسطين ومثقفيها، الذين استقبلوا شعارات التقدمية والتعايش من اليسار الصهيوني في البداية، ثم سرعان ما أدركوا استحالة الجمع بين كل المتناقضات التي يقدمها المشروع الصهيوني، مثلما تفجرت واتسمت صورة العربي في النماذج الشعرية التي رصدها الباحث بالتحسر على الحال، واليأس من فكرة التعايش المشترك في النماذج الشعرية الصهيونية، نقيضا لصورة غير نمطية قديمة عن التعايش والوجود المشترك.
وكان الدكتور حاتم الجوهري المشرف على المركز العلمي للترجمة بهيئة الكتاب، قد أصدر سابقا ترجمة لديوان وليم بليك رائد الرومانتيكية الإنجليزي: أغنيات البراءة والتجربة، مصحوبا بدراسة بعنوان: “سيد الرومانتيكية”، ووصلت الترجمة للقائمة القصيرة لجائزة المركز القومي للترجمة عام 2015م.
كما أصدر أيضا ترجمة لكتاب جان بول سارتر: “تأملات في المسألة اليهودية”، مصحوبا بدراسة بعنوان: “سارتر بين الصهيونية وسلب الحق الوجودي للفلسطينيين”، وحصلت الترجمة على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2016م.