أكدت الناشرة داليا إبراهيم، مدير دار نهضة مصر للنشر، أن إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 في دورته الـ52 خطوة إيجابية تساهم في إحياء حركة النشر والمبيعات بعد فترة من الركود النسبيه، التي تعرضت لها صناعة النشر.
وقالت مدير دار نهضة مصر للنشر، في حوار خاص لـ«الكتاب 50+2» الموقع الصحفي الرسمي لمعرض الكتاب، إن المعرض يساعد على نشر الثقافة والوعي وتوسيع مدارك الشباب، عبر ما يقدمه من كتب ثقافية متنوعة من مختلف دور النشر، التي تقدم إصداراتها من مصر والعديد من الدول التي تحضر للمشاركة في المعرض.
وأشارت إلى حرص الدار على تقديم تخفيضات كبيرة، بدءًا من 30% وصولًا إلى 80% على جميع إصدارات نهضة مصر، بجانب قاعة للإصدارات مخفضة السعر ما بين فئات سعرية من 5 جنيهات إلى 35 جنيهًا بحد أقصى بصالة 2، وتفاصيل أخرى، فإلى نص الحوار:
– في البداية.. نود التعرف على ما تمثله مشاركتكم في معرض الكتاب في دورته الـ 52، خاصة بعد تأجيله بسبب جائحة كورونا؟
المعرض يشكل حلقة وصل بين القارئ والناشر، حيث يستطيع القارئ الحصول على تجربة تسوق تمكنه من الاستفادة من العروض المختلفة، وانتقاء ما يود قراءته بالفعل، وبالطبع تسبب تأجيل المعرض بسبب أزمة كورونا في انخفاض مبيعات جميع دور النشر طوال العام، ورغم توفر تجربة التسوق الإلكتروني إلا أن الجمهور لا يزال معتادًا على الإمساك بالكتب وشرائها عبر الجولة التي يقومون بها في المعرض، لذا نرى إقامة المعرض خطوة إيجابية سوف تساهم في إحياء حركة المبيعات بعد فترة من الركود النسبي.
– وما أبرز مشاركاتكم في المعرض، وإصدارات الدار والكتاب هذا العام؟
نشارك هذا العام بباقة متنوعة من الكتب الثقافية لكبار الكتاب والسياسيين والأدباء من رواد الثقافة في مختلف المجالات، إلى جانب العديد من المفاجآت التي تنتظر زوار المعرض، يأتي في مقدمتها كتاب “تفاءل.. حواديت بألوان الحياة” للدكتور خالد حبيب، ورواية “الترجمان” لحازم الشاذلي، وكتاب “موسكو تل أبيب” للدكتور سامي عمارة، ورواية “حارة عليوة.. سابقًا” لمحمد عبد العاطي، يأتي كل هذا بالإضافة إلى صدور طبعات جديدة متميزة تجمع الأعمال الكاملة لرواد الأدب العربي، وعلى رأسهم: الكاتب يحيى حقي، ود.يوسف إدريس؛ فقد حرصت الدار على إصدارها في مجلدات حفاظًا على ما قدمه الراحلان من إبداعات أدبية.
كما نقدم عددًا من الكتب التربوية المترجمة منها: “تنشئة الإنسان في العالم الرقمي” و”فيم يفكر صغيري؟” اللذان يعدان من أهم الكتب التي من شأنها مساعدة أولياء الأمور على تربية أبنائهم بشكل صحي سليم وحمايتهم لدى تصفح العالم الرقمي.
هذا بالإضافة إلى الكتاب العلمي المترجم “الكون”، الذي يستعرض حقائق علمية عن نشأة الكون والأرض للكاتبة “آن درويان”.
أما بالنسبة لكتب الأطفال فقد قمنا بإطلاق مشروع التصنيف العمري لكتب الأطفال؛ حيث عملت الدار خلال الفترة الماضية مع عدد من الخبراء والمتخصصين على تقييم المحتوى والرسالة، التي تقدمها كتب وسلاسل الأطفال عبر خلق إطار جديد غير تقليدي للتصنيف يستند إلى أحدث الأساليب العلمية والتربوية. تمكن هذه الخاصية ولي الأمر عبر قراءة الإرشادات التي يحملها كل كتاب من اختيار الكتاب المناسب لما يرغب في تقديمه لطفله، ويتناسب مع مرحلته العمرية، وذلك عبر مطالعة الرقم واللون والشكل الذي يتميز به كل غلاف.
كما يستطيع ولي الأمر عبر النظر إلى الإرشادات التي يحملها الغلاف معرفة ما إذا كان الكتاب ذا محتوى معلوماتي أو خيالي، إلى جانب معرفة المرحلة العمرية لمحتوى الكتاب بدون الحاجة إلى تصفحه أو قراءته، كما وضعت الدار بعض الإرشادات من أجل قراءة الكتب للفئات العمرية الأصغر في حال رغب الأب أو الأم في قراءة الكتاب لطفلين ينتميان إلى فئات عمرية مختلفة.
كذلك حرصنا على تقديم تخفيضات كبيرة بدءًا من 30% وصولًا إلى 80% على جميع إصدارات نهضة مصر بجانب قاعة للإصدارات مخفضة السعر ما بين فئات سعرية من 5 جنيهات إلى 35 جنيهًا بحد أقصى صالة 2.
– وما توقعاتكم لمدى إقبال جمهور المعرض هذا العام، خاصة بعد اتباع إجراءات وتدابير احترازية لمواجهة فيروس “كورونا”؟
من المحتمل أن تؤثر أزمة كورونا، وخوف العديد من التجمعات على عدد الجمهور، الذي سوف يحضر للمعرض، إلا أننا نتوقع حضور الجمهور بكثافة كعادته من كافة المحافظات، فالجمهور أكثر وعيًا وتقبلًا للإجراءات الاحترازية، بدليل أن العديد يقومون بحضور الندوات الثقافية والحفلات الموسيقية والتسوق مع الحرص واتباع الإجراءات.
كما نحرص من خلال جناحنا على اتخاذ كافة التدابير الاحترازية من تباعد اجتماعي وتوفير التعقيم من خلال: استخدام الكحول والمواد المعقمة، وارتداء الكمامات حرصًا على صحة الجميع والحد من انتشار العدوى.
– ماذا عن خطة النشر لديكم ومشاركتكم بالمعارض الخاصة للكتب؟
كما تعودنا على مدار الثمانية عقود الماضية نقوم بنشر الأعمال التي من شأنها رفع الوعي لدى قرائنا وشبابنا، ولهذا نحرص دائمًا على تقديم مجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية والروايات وكتب التنمية الذاتية، بالإضافة إلى الكتب التاريخية والسياسية التي تقدم قيمة حقيقية ومحتوًى متميزًا،كما نحرص على تقديم مجموعة كبيرة من كتب الأطفال واليافعين، سواء من الأعمال المؤلفة أو الأعمال المترجمة لأكبر ناشري العالم، مثل: ديزني وناشيونال جيوجرافيك و DK.. وغيرها.
– وماذا عن توظيف التحول الرقمي في صناعة النشر ثأثرًا بـ”كورونا”، وخطة الدار في هذا الجانب؟
يتوجه العالم الآن نحو التواصل عن بعد والنشر الإلكتروني للتغلب على أزمة التسوق الآمن، خاصة في فترات الحظر، حيث يصعب على القراء الحصول على الكتب؛ لذلك تأتي مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية كحل بديل يتيح لمقدم الخدمة التواصل مع المستهلكين من جمهور القراء .
وعلى مدار العام الماضي قمنا بتوظيف التحول الرقمي، حيث نقوم بشكل مستمر بعقد ندوات إلكترونية لايف مع كتابنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما نقدم خدماتنا للحصول على الكتب عن طريق التطبيق الإلكتروني الخاص بنهضة مصر؛ إذ يستطيع الجمهور طلب الكتب والحصول على خصومات من خلاله.
– ما المعوقات أو المشكلات التي تواجه صناعة النشر والناشرين في مصر والوطن العربي، ومدى تأثير جائحة “كورونا” على هذه الصناعة؟
أدت أزمة “كورونا” إلى إغلاق العديد من منافذ البيع والمكتبات، وإلغاء العديد من المعارض على المستويين المحلي والدولي، مما أثر بشكل كبير على صناعة النشر ومبيعات كافة الدور بالسلب بالرغم من جهودنا في تسويق المنتجات عبر المنافذ الإلكترونية، إلا أنها ما زالت تمثل نسبة صغيرة جدًّا من حجم المبيعات الذي يعتمد بالأساس على المعارض والبيع المباشر.
وبشكل عام، هناك عدد من التحديات الرئيسية التي تواجه الناشر العربي، من أهمها: ارتفاع التكلفة نظرًا لارتفاع أسعار الورق، وهذا من شأنه أن يسبب خسائر كبيرة لدور النشر التي تهتم فقط بنشر وتوزيع الكتاب الورقي، مع الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع أسعار المعارض على مستوى المنطقة العربية.
وكذلك الرقابة والقرصنة، وللأسف ليس هناك رقابة على الإنترنت، ويستطيع الكثير الحصول على الكتب عبر الإنترنت مجانًا دون رقابة على المصنفات المنشورة، مما أدى إلى انتشار القرصنة والسرقات، بجانب فرض الموزعين شروطًا قاسية على الناشرين من الناحية التجارية تتمثل في: السعر والخصم، والتصنيف.
بالإضافة إلى النقل وإيجار المعارض، فارتفاع تكاليف نقل الشحنات وصعوبة النقل، وارتفاع إيجار المعارض، وارتفاع تكاليف تذاكر السفر، تمثل تحديًا كبيرًا أمام الناشر، وهناك أيضا منافسة الكتاب الرقمي، وضعف القوة الشرائية.