عرضت المنصة الإلكترونية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، لقاءً مع الكاتب والمفكر التونسي يوسف صديق، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي الذي يبث افتراضيًا هذا العام، كواحدة من الاجراءات الاحترازية للوقاية من جائحة كورونا.
تحدث صديق خلال اللقاء عن طفولته وبداية تعلقه بالقراءة من مكتبة والده، لكنه أثار قلقه حول حال القراءة في الأوطان العربية اليوم، والذي يزداد مع زيارته لمختلف معارض الكتاب حو العالم.
وأضاف صديق: «أشعر بالكثير من القلق والعجز، حين أرى أن قراءنا أقلاء جدًا، ثم أنهم لا يقرأون إلا ما جُبنوا عليه بطبيعتهم أي أنهم لا يقرأون أبدًا. فنحن أمة أقرأ عزفت عن القراءة عزوفًا شديدًا، فنحن إما أن نحفظ أو نرتل أو نتلو ما لُقنا، أما أمر القراءة الذي جاء من رب العزة فإننا أهملناه بشدة».
وأشار صديق إلى محاولات الكُتاب والمفكرين للتنوير، ذاكرًا المسلم الباكستاني محمد إقبال، ومن العرب الدكتور طه حسين والشاعر أحمد شوقي. وقال: «لقد حاولوا أن يجعلوا من القراءة عملا فاعلا، لكنهم بقوا كتبًا لم تدخل إلى قلوبنا، وشخصيات ربما هددها في حياتها أولئك الذين لا يريدون أن يقرأوا، وبقوا في متاحفنا ولم يفعلوا شيئأ في طبيعتنا».
واستعاد المفكر التونسي لقطات من طفولته تؤكد ثقافة الفنانين وأهمية العودة إلى التاريخ والتمعن فيه التي يعتقد أن العرب يفتقدونها اليوم، حيث قال أنه في صغره اعتاد أن يزوره ثلاثة من المصريين يوميًا أو على الأقل سنويًا، وهم الشاعر أحمد شوقي، وسيدة الغناء العربي أم كلثوم، والملحن الكبير رياض السنباطي، وذلك من خلال أغانيهم وفنهم الذي كانت تعشقه عائلته.
ولفت صديق الانتباه إلى أغنيتهم الشهيرة في المولد النبوي الشهير، ولكنه تمعن في كلماتها التي تُذكر الناس بالتاريخ وبأصل التوحيد في الأزمنة المختلفة وفيها قدر كبير من إعمال العقل، وتسائل عن ما إذا كان العرب اليوم على نفس هذا القدر من القراءة، لكنه سارع بالجواب نافيًا.
وأخيرًا قدم يوسف صديق التحية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، مُتمنيًا عودة الأمور إلى نصابها بعد تخطي جائحة كورونا.