رحلة كفاح طويلة خاضتها نيرة عصام، لاعبة الفلوت وبطلة الجمهورية في رياضة الفروسية، منذ طفولتها، بسبب إصابتها بمتلازمة داون، وبمساعدة والدتها السيدة عليا حامد، استطاعت التغلب على الصعوبات التي واجهتها، وتعاملت بذكاء ضد تناقضات المجتمع.
نيرة هي الطالبة الوحيدة في معهد الكونسرفتوار من متلازمة داون، التي تعزف على آلة الفلوت، أيضا هي راقصة وممثلة بمسرح الشمس لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالبيت الفني للمسرح، وعازفة بدار الأوبرا المصرية.
شاركت بالعزف أمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، في احتفالية قادرون باختلاف عام 2019، خلال الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة.
تحكي السيدة عليا حامد، والدة الفنانة نيرة عصام، عن رحلة الكفاح والنجاح قائلة: يجب ألا نستسلم لأي إحباطات قد نواجهها في المجتمع، وألا نخفي أولادنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل نتصالح مع أنفسنا ونفخر بالميزة التي منحها الله لنا، وأن نعمل على دمجهم في المجتمع بشرط ألا نضغط عليهم خاصة في المراحل التعليمية.
وأضافت حامد، خلال ندوة بمحور «أطفال مميزون والفنون»، المعروضة ضمن البرنامج الثقافي للطفل على المنصة الرسمية لفعاليات البرنامج الثقافي الإلكتروني، على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52، أنها كانت تعلم نيرة بطريقة التكرار، فكانت تكرر عليها المنهج حتى تستطيع حفظه.
دخلت نيرة المعهد العالي للموسيقى الكونسرفتوار، وكان الفن هو النقطة الفاصلة في حياتها، حيث تعلمت كيف تثق في نفسها، وكيف تتفاعل مع الآخرين، وكيف تستمع للأوامر، كيف تحترم وتحافظ على عملها وتضيف عليه، كيف تنتبه للحركة وتسعى لتطوير نفسها دائما، أيضا استطاعت التعبير عن نفسها والتواصل مع الآخرين من خلال لغة واحدة لا تطلب سوى المشاعر والإبداع، وهي لغة الموسيقى.
تقول والدة نيرة عصام، إن أي معوقات كانت تقابلهن استطعن التغلب عليها من خلال ثقة ابنتها بنفسها، مؤكدة أنها حرصت على تعليم فتاتها أن تحاول وألا تيأس وبالتجربة سوف تصبح حياتها على ما يرام، أيضا علمتّها أنها سوية لا ينقصها أي شيء.
وتابعت: الرحلة طويلة جدا، كان للمسرح والفن فيها دور محوري وهام، فالفن يعد علاجا فعالا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.