قال الدكتور شبل بدران، الخبير التربوي وأستاذ علم اجتماع التربية، إن الهيئة المصرية العامة للكتاب احتفلت خلال المعرض بمرور 100 عام على مولد أحد المفكريين التربويين الكبار في المنطقة العربية، وهو الدكتور حامد عمار، الملقب بشيخ التربويين العرب، إذ أثّر في أجيال كثيرة وفي حركة الفكر التربوي.
وتحدث بدران خلال ندوة «الثقافة في بيتك» الافتراضية على منصة معرض القاهرة الدولي للكتاب، عن نشأة الدكتور حامد عمار في بيئة فقيرة للغاية في أحد قرى الصعيد في أسوان في قرية سلوة، حيث تلقى تعليمه بشهادة الفقر، لأنه كان غير قادر على دفع مصروفات الدراسة، نزح من أسوان إلى القاهرة ليلتحق بكلية الآداب ومنها إلى لندن للحصول على الدكتوراه، ثم العودة مرة أخرى إلى القاهرة في كلية الآداب أستاذا بالجامعة المصرية، ثم مستشارا بالأمم المتحدة.
وأضاف: هو شخصية مصرية عربية دولية، من هذه الحياة والبيئة الفقيرة جدا التي كافح وناضل كفاحا كبيرا إلى أن وصل إلى المستوى العالمي مستشارا في الأمم المتحدة، حامد عمار قدم للمكتبة العربية، أكثر من 50 كتابا ونال جوائز الدولة جميعها، حتى جائزة النيل وجائزة التقدم العلمي وكان كل همه هو تعليم الفقراء، وانشغل في كل كتاباته التي كتبها اعتبارا من مطلع الستينيات، عن تعليم الفقراء وتكافؤ الفرص، ومجانية التعليم والمساواة والعدالة الاجتماعية في التعليم.
وتابع: دافع عن الفقراء في الحصول على حقهم في التعليم، فالتعليم ليس خدمة تقدمها الدولة، ولكنه حق على الدولة أن توفر للمواطن هذا الحق، لكي تبني وتقيم المجتمع المتعلم، لأن المجتمع المتعلم أفضل بكثير من المجتمع الجاهل، وتكلفة الجهل أعلى بكثير من تكلفة التعليم، خرج عن نطاق الأستاذ الجامعي التقليدي الذي يقوم بالتدريس في الجامعة فكان يكتب في جميع الصحف المصرية والعربية كتابات أسبوعية كلها كانت تنصب على تعليم الفقراء.