عقد جناح الأزهر الشريف، المقام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الثلاثاء، ندوة نقاشية افتراضية تحت عنوان «منظومة القيم في ظل واقع افتراضي جديد»، بحضور الدكتور ربيع الغفير، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، والدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، وقدمها محمد الديسطي، عضو المركز الإعلامي بالأزهر، وترجمتها إلى لغة الإشارة فيروز الجوهري.
في بداية اللقاء، قال الدكتور ياسر عبد العزيز، إن المشهد الإعلامي على مستوى العالم يشهد تغيرات ذات طابع حقوقي خطير، موضحا أن صعود وسائل «التواصل الاجتماعى»، على قمة الثورة المعلوماتية، جعل الشخص القادر على إقناع تلك الوسائط ومحركات البحث بتناول أخباره، هو النجم الأول والأكثر شهرة والأعلى أجرا، حتى لو كانت تلك الأخبار تتصل بجرائم أو فضائح إنسانية مخاصمة للقيم والحس المستقيم.
وأكد عبد العزيز، أن الاعتماد بصفة أساسية على منصات التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار، أدى إلى انتشار الأخبار المزيفة والمفبركة، نظرا لزيادة القدرة على التزييف وتطور التكنولوجيا عبر المنصات الإلكترونية، مطالبا من يريد التحقق من المعلومة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي أن يرجع للمواقع والصفحات الرسمية.
وأضاف الخبير الإعلامي، أننا نحتاج إلى وقفة كبيرة مع وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل تعزيز احترام القيم وتبنيها، وفي الوقت ذاته لا نضر بقيم الإبداع وحرية الرأي والتعبير، حتى نتمكن من إحداث موازنة تزيد من إيجابيات هذه الوسائل وتقلل من سلبياتها.
من جانبه، قال الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن العالم الافتراضي لوسائل التواصل الاجتماعي أصبح عالما يسوده نوع من الضبابية والاختفاء، حيث أصبح بإمكان الشخص أن يتحدث من وراء ستار، ويبث ما يريد، سواء كان حقيقة أو كذب أو شائعات، دون أن يعرفه أحد أو يحاسبه، مؤكدا أنه لا بد أن يكون هناك ضوابط أخلاقية تنظم هذا العالم الافتراضي المفتوح، وإلا غرق العالم في الأكاذيب والعلاقات المشبوهة، وهذا أسوأ استغلال للتطور التكنولوجي.
ونصح الغفير الشباب بالحذر أثناء التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن التعرض والاهتمام بالمحتوى السلبي الذي يبث من خلالها قادر على أن يصل بالشخص للهلاك والخسران، مخاطبا المؤسسات المعنية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، بتركيز الجهود لتحصين الشباب ضد محاولات العبث بأفكارهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وضرورة توقيع عقوبات رادعة على كل من تسول له نفسه تضليلهم.