تطل من نافذةالفتنة، تخرج لسانها للعالم المتنمر لحضورها، المتربص بحصونها، وصياصي فتنها، تخرج لسانها للصبر الواثق من ظلم الرجاءات، واللهفة المحتبسة بجوف الوعود، والزفرة المحتقنة بأغوار الروح، تغازل العود، والوعود، والعنبر، وقصائد الريحان، بقليل من شذاها، وضنين من حمرة شفقها المتوهجة، تضرم المعارك مع الكرى والتسهيد، وتنتصر عليهما في الأخير بضربة نهد ثائر، حائر فى صيد النظرات العليلة، تشرع الأبواب أمام الفورة والثورة والجنون،
هل رأيتم يا سادة نارا حمراء تسكن شفة؟ نعم عاينتها وحده بكل صورة تكفر بالرحمة، وكل معني يلعن الخل والعشير، وتعذب قبل القيامة بقيامتين وحساب ،جسدها المارق يحدثني، لن تجد سنتيمترا واحدا يرحب بنتوء، أو هضبة تترنح من تخمة و ضمور، أو تلا تغشاه الشيب، أوزحف عليه رمله الأبيض ،اختارته سليلة الفتنة، مصبا للعناتها، ومسرحا لعذابها المبين، ،ولكي يدرك ماهية العذاب قالت: اقترب ..اقترب ..ا…ق…ت….ر….ب….لم تكن سوى ضفة قابلت ضفة، دقت بجسده الصابر على الحرمان نواقيس الجمر، وأطلقت بروحه الخاضعة لأحكام القدر صافرات الأنين ،ضمة بإثر ضمة ،فاكتناز لحب وحبِّ وكرم و رمان ،لم يكذب صوت الكون ساعتها، ولا مشيئة الله في خلق الحوريات،أدرك ساعتها فقط أن رحمته تسبق عقابه،وأن معيته تتقدم آيات وعيده، ولم يجزع أيضا من تلك الدفقة التى أخرجت معها مخزون الصبر، وألهبت كد السنين العجاف…..أدرك أخيرا صاحبنا بعد الكفر حقيقة الإيمان…