لم أهرب…
لكني نمتِ مبكراً،
سقطت عدسة العين اليسرى مني
وها أنذا لا اميّز الاتجاهات،
أرى الطريق بعين واحدة
مخلفاً ورائي أثرٌ من الجنون،
وحزمةٌ من الحكمة…
لا أحد يتذكر طاقتي في الشوارع إلايَ،
مثل مدٍّ جارفٍ أخذتُ قدمايَ شرقاً،
كنت سعيداً بشفيرة الطيور المختبأة بين رمشيّ.
قبيل ان تتحرر أناملي ارتطمت بسماء أنثى،
ايتها البعيدة عن رائحة جسدي
لا تتراءي مثل ظل فراشة،
ايتها المتناثرة كدخان
كإنك زهرة الربيع قبيل قطافها،
قادتني روحك الى ان ضعتَ،
وجدت نفسي حارساً لعِش الخفافيش
أمهد لخطواتي في مساحة الأفق القصي
مسرعاً للقاءٍ كنتُ قد رتبه معكِ قبل سنوات..
واسع الخطو وأنا أعود من يوم خلافٍ عصيٍّ
لست انا من أبتليتُ بأحلام لا اتذكر معظمها…
يا من لها القدرة على ضرري
اشرت الى ما خلف جبهتي
ولم تعرفي إنكِ كنتِ كل شيءٍ أُنتج من لا شيء فيّ،
لعلّ ما وجدته في الغيبِ بعضاً منكِ..
وبيسرٍ اجتاز غيرك دون معرفة الطرق المؤدية للخصوصية
لو حصرتِ ما حدث بيننا من احداث لكفّت مشاعري عنكِ
كلما زاد تأملي في طبيعة الاشياء
انتفت محاولاتي في الوصول الى ابعد النقاط
وحل محل ذلك الجنس والموت.
ولست معترفاً بمن ينوب عنكِ وانت تغيبين وتختبأين…
من قَبِلَ التيه أنتِ،
ومن جثم في زواياه أنتِ،
ولم تكوني يوماً نقطة البداية
كي نلتقي في نفس المكان الذي سنفترق منه..
انا أفضّل كوني غريباً وحيويا
وأربي مشاعري مثلما إربي الطيور
على أمل ان أطلقها نحو مسائك…..