ليَخرج هذا الذي يُجدّف بإسمي
بطريقة مخزية،
ويقف أمام وجهي،
يضع عينه في عيني
ويُصَرّح لي:” يا سمعان لقد أضلّك نجمك”
أو ليريني أفعاله العظيمة في النهاية
وكأنه نبيّ بلا إنجيل
عرف الحقيقة عني
كما لم يعرفها أحد آخر
فكثيرون هم الذين تمّّموا سرّ هذه الخيانة
من رسل يسوع على السواء
من أجل أن يشوّهوا بها كل شيء
أما أنت يا من تعرفني
من الدم الذي يتدفّق في عروقي
دم الأنبياء التوراتيين
تعال بعيداً عن الآخرين
وسوف أخبرك لماذا هم غرسوا
كل هذه الأشجار التي بلا ثمر
لتشويه اسمي؟
أنا الذي رأيت أحلاماً مخيفة
عن رجال يضحّون بأطفالهم
بعضهم تورط في الذبح
وفي جرائم وخطايا كثيرة
ما من جيل من هؤلاء القتلة
الاّ ويقف وراءه رجل من الزناة
ولهذا ابتكروا رواية لكل شيء
كنت الطفل الوحيد بينهم
يوم تبعت معلمي
هذا الذي أدار وجهه عني
لم تَقْدر عيناي حينها
أن تُقَدّر حجمه
كان شعب كثير يحيط به
ولهذا لم يفهم اسئلتي
عن ذلك الجيل الفاسد من التلاميذ
وكل ما فعله هو أنه منحني لقباً
أنا الذي بعثني الله
من أجل تثبيت أقدامه المُرتعشة على الصليب
وكل من سمعوا صرخته في السحابة
كان بفضل تضحياتي
ولكن ما الذي سأفعله أنا
بهذه السطور المفقودة
من تزكية رجل ميت
لكل هؤلاء الذين سيتعمّدون بإسمي
“كل شيء شرير،
ولكنك ستفوقهم جميعاً ،
لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني”
هذا ماقاله لي في قبلة وداع أخيرة
كمن يضرم النار في حطب يابس
وكان عليّ أن أسَلّمه لهم
مثلما يفعل أي خائن
أمام حفنة من النقود،
أنا الأمير اليهودي
الذي هجره القدر
“إِلهِي إِلهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي”
الى هذه الحافة البعيدة من الناس
محاطاً بهذا الحشد العدائي البارد
من الأيام والليالي
هذه التي سأتواني فيها قريبا
بسلسلة من البراعم المشوّشة
مثل زهرة هشّة في الأرض الفلسطينيّة
حيث ترّف الوديان الجنوبيّة هناك
بعيداً عن وطني المُحتضر
وحيداً سوف انهي حياتي
بين هذا الجليد الشمالي
ومع كل إنارة ذهبية لأشعة الشمس
أعرف أن بلاداً بعيدة
تجلب لي الربيع
القوى المُعلّقة تعود الى صدري
بعد كل يقظة نوم كئيب
الدم يتدفّق في عروقي
دم حكماء في معركة مقدّسة
في الآتي من تراث الآباء
في النداءات البعيدة منذ قرون
وأنا أحمل صلاتي الأخيرة
” كن رحيماً بي يا يسوع”.