فهب أنى عرفتُ البيتَ – وهو مشابهٌ للوشم – من أغصانِ غرّته ومن عشبٍ على الشباكِ ، من بعض الفراشات التى كانت تنادينى ، يكونُ البيت أنفاساً وأضواءً وتاريخاً وذاكرةً تحيل الدفء أغنيةً ، وهب أنى وصلتُ إليه من جهةٍ تركتُ خيوطها عمداً لتعرفنى ، وحين رأيتُ أغصانى تميل بغير مااعتادت لتدرك من زهور السور ما عرفَتْ ، يكون السور كالأحضان يدنى لائذاً يأتى ، ويلمع فى تودده ، ويشرقُ زهرهُ دوماً ، لتعرفه جموع الطير ، هب أنى ودون تردد ناديتُ ، هل ستقول باللغة التى كانت ، نعم ناديت باللغة التى استودعتُها بالباب ، هب أنى سمعتُ الصوتَ يَخرج من فمى همساً بلا لغةٍ ولا لون ليعبُرَ من خلال الشوق بعض قيود أعتابى ، وهب أنى وقفتُ أشاهد الأزمان وهى تمرُّ من كفى على الطرقات تمنحها جهامتها ، تَراها فى خطوط الشيب وهى تعاود التحديق ، تسمح لانهيار السور أن يتسلق الأشجار حتى تشرق الشمس التى فى الوشم ، هب أنى على الطرقات منذ رأيتها تسعى على الجدران ترفعها وتستلقى على الأعشابِ ، هب أنى أخاف الآن ، هل ستقول كيف يخاف من يمشى على ماءٍ ، نعم سأخاف من أعشاب ذاكرتى ، ستسمع همهمات الماء وهو يعدُّ خطواتى ويجدلها على زفراتِ أنفاسى ، لترجع فى جوار البيت ، كنتُ أحاول التوفيق بين الصد والإقبال ، كنتُ ألامس البيت الذى فى الليل أبسطه على مهلٍ وفى أنغام أغنيةٍ ، وكنتُ أحدث الطير الذى سيمر بالحال التى فارقتُه فيها ، فهل ستلامس الأحجار أنفاسى ، فتعزف آهةً تسرى ، بها سأسابقُ الألحانَ وهى تشير للأرض التى نبتتْ عليها الدورُ ، إنى هاهنا أهذى ، وتفلت من يدى الأيام ، هل ستظل تذكرنى؟ ومازالت على عينى تقاويمُ الجهات الخُرس ، لاأدرى لها إسما فكنت أشير للصبار وهو يقوم فى جهةٍ وكنتُ أمرُّ مذهولا أراقب غيمةً تمشى كسير الطير ، أستدعى خرافاتى ، وأعرف أن باب البيت منظورٌ ليعرفنى ببعض الحزن حين أمر بالصبار وهو علامةٌ تبقى ، ولى فى الحزن أزهارٌ سأعرف عندها بيتاً تفوح عليه.
مقالات مشابهة
الخميس 3 أكتوبر فرقة المسرح المصري تقدم عروضها ضمن فعاليات معرض الكتاب بنقابة الصحفيين
30 سبتمبر، 2024
“إيــمــي” قصة قصيرة “أحمد الخميسي”
29 سبتمبر، 2024
احتفالية أشرف بدير الأدبية بمكتبة مصر العامة بمدينة المنصورة لتوزيع الجوائز على الفائزين
26 سبتمبر، 2024
“ميزانك يا وطن” ديوان جديد بالعامية المصرية للشاعر “معوض مسعد”
19 سبتمبر، 2024
محمد أبوالعينين في بث “بودكاست صناع الحياة”عن أشياء متعددة منها دراسة الجانب النفسي للأشخاص الأسوياء
30 أغسطس، 2024