الزهُورُ لا تبكي قطفَهَا
لا تفكِّرُ في مجهولٍ آتٍ
مبتسمةٌ لرائحةٍ تعانقُ اللونَ
شُموخٌ لا يكترثُ للشَّوكِ
تجفُّ هي
ثم يبقى الشَّوكُ
ذكرياتٌ حُبلى لا تلدُ
الموتُ دُودةٌ لها أجنحةٌ
تحطُ على أنفاسٍ لم تتهيأ بعد لنعُومتِها
هل إذا ذبلَ الموتُ على صدرِ الزهورِ تحيا ؟
شجرُ العنكبُوتِ الذي أثمرت جدرانُه زيفًا
لم يقوَ على مُضاجعةِ البعوضِ
القطارُ الذي استمرَ على قضبانِه سيرًا
لم ينجُ راكِبوه .
الصَّمتُ لا يتنفَّسُ على هاءِ ضميرٍ
فلا الألفُ يظلُّ تحت همزتِهِ
ولا الياءُ ترقدُ فوق نقطتيْها طويلًا
السَّماءُ لم تُسْقِط نجومَها يومًا
لا الأرضُ تعلو
ولا الهواءُ يبخُّ الأغنياتِ في وجُوهٍ مُغيَّبةٍ .
الظلالُ لا تساومُ على رحيلِ التعساءِ
لا تهجرُ وطنًا حتَّى الظلامِ
كسطُورٍ حملتِ الشُّعراءَ بعد رحيلِها
تنشدُ آخرَ أنفاسِها ورقًا
تتراقصُ كأجنحةِ طيْرٍ ذبيحٍ
لا يرقى للموتِ بعدُ .
أيَا كل الكوابيسِ المعلقةِ في نوافذي
اتركي لي نصفَ حياةٍ لأراني
تعلمتُ الصَّمتَ في حضرةِ الحُلمِ
لكنَّ الحُروفَ التي هجرتْ قصائدي
لم تغرُبْ عن صوتي
لا الحُزنُ قادرٌ أن يعارِكَ الموتَ على رأسي
ولا الموتُ قادرٌ أن يقتلَ أحزاني .