كتاب جديد للناقد الدكتور محمد أبو السعود الخياري بعنوان ( كرسي في البلكونة ….. تأملات في الرواية العربية ) في قرابة 180 صفحة في نحو عشرين عنوانا عن دار غراب .
وينقسم الكتاب إلى مجموعة من الدراسات النقدية التي رصدت الظواهر الفنية ؛ مثل دراسته حول الرواية والثورة بعنوان ( الرواية والثورة … علاقة تعجب لها التاريخ ) وكذلك علاقة التأثير والتأثر بين الرواية العربية والعمارة بعنوان ( الروايات العربية متاحف سردية ) وكذلك ظاهرة الأطباء الروائيين في دراسة مطولة بعنوان ( المعطف الأبيض من سحر الرواية إلى صراع الوباء ) .
كما حرص الكتاب على متابعة أنماط مختلفة من الروايات العربية مثل استعراض بعض الروايات الفائزة بجائزة البوكر مثل ( واحة الغروب ) و ( ساق البامبو ) و ( فرانكشتاين في بغداد ) .
وحول ظاهرة الانتشار الحاد للرواية التاريخية ؛ والمعركة الحاصلة بين كتابة التاريخ على حساب الفن وكتابة التاريخ بواسطة الفن .
ولم يفت الكتاب التوقف عن بعض النماذج للروائيين المصريين والعرب لبث مزيد من الضوء على تجاربهم الروائية وما فيها من أصالة أو حاجة إلى النقد والجهد مثل : نجيب محفوظ وبهاء طاهر وإبراهيم عبد المجيد وعلاء الأسواني ويوسف زيدان وسهير المصادفة وإبراهيم عيسى ومحمد بركة ومن الشباب أحمد سمير سعد وسراج منير ومن الكتاب العرب محمد الأشعري وسعود السنعوسي وأحمد سعداوي وغيرهم .
بيد أن الكاتب وكما حمل غلاف الكتاب يؤكد على أن خطا من النقد يحاول الالتزام به ؛ يقوم في الأساس على اعتبار الناقد يمتلك مخيلة فنان وضمير قاض ودهشة طفل : (لا يجتمع النقد الجاد الشريف مع حاجة الناقد لخدمات المبدعين أو اهتمام الصحفيين أو رضا وانتباه الناشرين . لا تغريه جائزة كبيرة ؛ ولا يضعفه نشر مقالة بمجلة شهيرة ، ولا يهتز لديه الوقار إذا حل ضيفا في حوار . وما إن تخلص الناقد من ذلك كله مكتفيا بأصدقاء ثلاثة : ضميره و عقله وقلمه ؛ إلا صار ناقدا حقيقيا ؛ يكتب ما يشاء دون تردد ، ودون اهتزاز ؛ يطبق المعايير بدقة وحكمة ؛ لا يخشى إلا الله ، ولا يعتبر نفسه خادما إلا لقارئه ؛ يطرد المجاملة من عالمه ويجلس مكانها العدالة ؛ يفضل المباشرة والوضوح على المجاز ؛ يصف الظواهر ويذكر الأسماء …… ورزقه الثقافي دائما على الله . ) .