أسماء وأسئلة: إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع وفنان او فاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الكاتبة والشاعرة جليلة مفتوح
1ـ كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
جليلة أحمد خليفة واللقب العائلي: مفتوح، من مواليد مدينة مكناس، لكن قضيت بعض فترات طفولتي في مدينة فاس ثم عدت إليها من جديد أثناء المراهقة لتكوين أسرة. روائية وشاعرة وكاتبة قصص وخواطر ومقالات، ورئيسة وعضوه شرفية لمؤسسات وطنية وثقافية.
2ـ ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ أقل هذه الأيام لأني منشغلة مؤخرا بإعداد كتب جديدة للنشر باللغتين العربية والفرنسية، وإن كنت لا أستطيع النوم دون قراءة. ولدي هوس بدراسة تاريخ الشعوب بصفة عامة، لهذا أميل للفلسفة وعلم الاجتماع أكثر. وغالب الكتب التي قرأتها ولا زلت أطلع عليها تظل قيمة وجميلة، طالما تغوص في أعماق الناس وتحلل معاناتهم وتحاول إيجاد بعض المعادلة الإنسانية، سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي والفكري. ولهذا من شبه المستحيل تفضيلي كتاب على آخر، وإن جذبتني الكتب الروسية ذات فترة على ما عداها لكم المعاناة الإنسانية بين سطورها.
3ـ متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
بدأت الكتابة منذ وعيت على تشكيل الحروف ورصها لترجمة ما أريد التعبير عنه، على طريقة مذكرات بسيطة في البداية وبعض الخواطر. وطبعا هذا لإدماني القصص والمجلات أثناء المرحلة الابتدائية، انتهى بتسجيلي في كل المكتبات العتيقة والعصرية. فعشقت الآداب بأنواعها وعلى اختلاف منابعها شرقا وغربا، ربما لطبعي المهووس بالاطلاع ورغبتي في صنع عوالمي الخاصة. إضافة إلى ولوجي بوابة المسرح باللغتين العربية والفرنسية كهواية، بعد عشقي طبعا للأدب المسرحي اليوناني. ومع الوقت عشقت القديم منه والحديث، بمختلف اللهجات المصرية واللبنانية واللغة العربية الفصحى والفرنسية. كما ولجت مجال
وأكتب لأن الكتابة متنفسي وطريقتي لبعث رسائلي الإنسانية إلى الآخرين، فكما نطلع على ما كتبه الآخرون واستفدنا منه، أهفو إلى إيصال ما أشعر به وأراه وما عاينته وعانيت منه. وعانى منه آخرون أمامي أو سمعت عنه من مقربين لي، عبر فترات زمنية قديمة وحديثة. فالتجارب الإنسانية وحدها تصقل أعماقنا، وتنسج شخصياتنا شئنا أم أبينا، وعلى درجات متفاوتة طبعا حسب البيئة وظروف المنشأ ومستويات الاطلاع، والوعي بالانفتاح وقدرات المقاومة.
4ـ ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
أعشق مدنا عديدة في المغرب وأٍروبا وأمريكا، لكن تظل مدينة مكناس ذات عطر خاص يسكنني. فما يشدني إلى حاراتها وشوارعها صور من ذكرى رفقة أبي رحمه الله، نحو صالات السينما لمشاهدة آخر الأفلام المختلفة المنبع. فثقافتي الفنية بدأت بجولاتنا معا مشيا على الأقدام ليلا، وأورثتني عشق المشي أينما أحل وأرتحل رغم أن هذا لم يعد متاحا كما في الماضي. إلا أنني أستغل أي ظرف أو مكان يتيح لي التجول أثناء الليل، فأسرح كأنني أعانق الحياة بأكملها بين السماء والأرض.
5ـ هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
نوعا ما أحاول إكمال العديد من الكتب، التي لم تسمح لي ظروفي الأسرية إكمالها لأوليات الأخيرة أولا وأخيرا. ولن أكون راضية طبعا طالما أفكر أنني ممكن أكتب أكثر أو أفضل، وأن هناك مجالات أعشق الغوص فيها ويلزمني تفرغ أكثر.
6ـ متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
عندما أموت فقط أعتزل الكتابة، أما إحراق الأوراق فقد أحرقت العديد من أوراقي ذات زمن مضى. لعدم تمكني من إخراج ما كنت أكتبه كل ليلة إلى العالم، واعتبار تحقيق حلم الكتابة التشاركية مع الناس من سابع المستحيلات، في ظل التركيز على إنجاح أسرتي إلى أن أكملت مهماتي على أكمل وجه.
7ـ ما هو العمل الذي تمنيت أن تكوني كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
لا عمل تمنيت أن أكتبه، فكل منا يكتب أو يحكي أو يعالج على طريقته ما يشعر به هو شخصيا، ويراه أقرب إلى فكره وإمكانياته وسعة اطلاعه على مواضيعه من عدمها.
وليست لي طقوس معينة وإن تمنيت ذلك وسط أجواء أسرية متسعة الزوايا، وإنما أدون أفكارا وأحداثا على هاتفي بين الفينة والأخرى، أو على ورق دوما يوجد إلى جانبي في خضم انشغالاتي. وأحيانا عديدة أثناء الليل أجد الفرصة لأكتب دون توقف حتى الصباح، فألج عالمي الخاص لأتنفس هواء سماويا خصص لي، وأعيش أجواء تدور حسب نزق مزاجي وجنون رغبتي في فهم وتحليل وسرد أحداث معينة، ومدى قوتي وضعفي في تقمص الشخصيات المخطوطة فوق صفحاتي بين معترك الأحداث. أو ترك الحرية لفراشات روحي كي تسبح بحرية مطلقة، في كلمات شعرية وخواطر مسجوعه أو بدون قيود بشرية إطلاقا، لكن تحكمها فقط مشاعري الخاصة والقادرة وحدها على لمس شغاف القلوب حولي.
8ـ هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
طبعا للمثقف دور مؤثر إيجابيا إذا ما لامس أعماق الناس وعقولهم، فالمثقفون والمبدعون عموما لهم القدرة على الرقي بأذواق الناس، وتوسعة مجالات اهتماماتهم وتغيير مفاهيمهم عن أمور شتى أحيانا.
ويمكن أن يكون التأثير سلبيا إذا ما تقيد بأجندات معينة، أو تأثر بتيارات لا صلة لها بتقبل الآخر على اختلاف انتماأته الفكرية والعقائدية والعرقية. فالمؤدلجون لا يمكن أن يكونوا ذوي أثر في صفاء التغيير أو إمكانية طرق أبواب تنمية بشرية على المدى الطويل، مهما قد يبلغ مستوى ثقافتهم ورفعة شواهدهم. لأن التحجر موت مهما طال زمنه وتعدد حراسه، ويبقى ما ينفع الناس دون تمييز إعلاء للأوطان التواقة إلى التشييد والازدهار والنماء.
لم تزهر حضارة عبر التاريخ البشري برمته، إلا بعد انفتاحها على ثقافات الآخرين بالتسامح والتربية على المحبة كقوة جبارة للم الشمل إنسانيا، وترك بحارها تصبح مصبا لجميع الأنهار بخيراتها داخلها.
9ـ ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
العزلة لضرورة أو لطارئ مقبولة بتحكيم العقل، كما يحدث هذه الأيام بسبب الوباء. ولهذا لا أعتبر الحجر الصحي مثلا أشبه بالقيد، في حين أنه قد يخدم الكاتب إذا وجد ظروفا مناسبة أسريا وعائليا ليبدع أكثر ويفكر أعمق، ويفتح آفاقا أوسع داخل خيالاته وبين زوايا عقليته.
لأن العاقل سيمارس هذا العزل الاضطراري خدمة لصحته وسلامة أهله، ومن هنا يخدم وطنه حتى لا يتفاقم الوباء وتدمر الآمال في إنعاش الاقتصاد المتدهور تحت الحصار، ويخدم الكون بأكمله حين يساهم في الحد من انتشاره بأبسط طرق الوقاية والتباعد الاجتماعي.
أما العزلة كقرار فهي اختيارية غالب الأحيان، ولهذا أعتبرها حرية وليست قيدا إذا ما كان المحيط مسيئا مثلا للمبدع، أو يحد من حرية إبداع الكاتب أو الفنان. وما أكثر الناس الذين يتمتعون بقدرات هائلة في إفشال المواهب، وإحباط كل نزعات العطاء أيا يكن نوعها، حتى لو كانت عبارة عن ممارسة حق التصدق وميول طبيعية للمساعدات إنسانية.
10ـ شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
عشت غالب الأوقات أسريا ورأيت وسمعت الكثير داخل محيط أسري شاسع جدا ومتنوع الروافد، يسود فيه تناقض الأفكار والانشغالات بتنوع المفاهيم والطموحات والمستويات الاجتماعية. ولا أرغب في رؤية شخص من جديد لغلبة الأحداث ربما، وتوقي إلى هدوء أعيش بين أجوائه لنفسي لم أحصل عليه بعد.
وإن تمنيت لقاء أشخاص معينين فسيكونون من الأموات، وطبعا هذا مستحيل باستثناء رؤيتهم أحيانا في الأحلام.
11ـ ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
لو أتيحت لي فرصة لتغيير حياتي كنت لأعمل الكثير، وأمشي في طريق غير الذي مشيت فيه. لكن أحيانا ترغمنا الظروف على اتخاذ أفضل مسار بين طرق عديدة لا نكون راضين عنها جميعها. وكأننا نقاوم الغرق بين تيارات عنيفة بلا أدنى وسيلة للخلاص، سوى بالبحث بينها عن أيها تسمح لنا ببعض النفس لأكثر وقت ممكن، كي لا نغرق بسرعة في انتظار حصول معجزة ما توصلنا إلى شط الأمان.
وقد ندخل في متاهات المهمات الصعبة فنتجند ببطولات أرواحنا لإنجاحها، بثمن يؤخذ من أعمارنا على مهل إلى أن تستنزف كلها. فالحروب المشروعة في النهاية لا تهم الاثمان المدفوعة لكسبها. ولهذا لا مرارة مترسبة داخلي من فيض عسل النجاح، ولا أفكر في استعادة شيء لا يمكنني الحصول عليه. لكن أسخر ما تبقى من طاقتي لإخراج كتبي القديمة والجديدة إلى النور، لمشاركة أوسع مع عالم يهتم بتجارب الآخرين وأفكارهم، وإيصال رسائل إنسانية قد تفيد غيري عبر هذا الكون الواسع.
12ـ ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
يبقى الكثير من أهميتها داخلنا، فالأحداث المهمة تنسج أعماقنا وتصقل شخصياتنا. أما تلك التافهة فلا نتذكرها غالب الأحيان، وإن تذكرناها فبلا إحساس إيجابي أو سلبي، بل لمجرد الترفيه وعشوائية عبورها ذاكرتنا.
فقد الناس المهمين في حياتنا قد يترك في أعماقنا فراغا، لكن سرعان ما يغمرنا تيار الأيام فتبدأ الحياة دورتها من جديد. لأن فقد الأشياء ورحيل الأشخاص بموت وبدونه من ضرورات الاستمرار ونواميس البقاء.
13ـ كيف تتعايش الشاعرة مع الروائية تحت سقف واحد في حياة المبدعة جليلة مفتوح؟
داخلي شخصيات عديدة مختلفة تتنوع حسب الظروف والأحداث، وتتعايش مع كل الأضداد لصنع شيء يفيد الصالح العام ويكسبني راحة البال، ولو داخل موج متلاطم من الضجيج والغبار وعدم الامتنان.
فالحكايات تنساب مع خواطري في كل زمان ومكان، وتغالب روتيني اليومي بتفاهاته وإكراهاته وشدائد أحداثه. وفي النهاية يغلب تكويني الفطري بالتعبير الحر كتابة كل ما عداه.
14ـ صياغة الآداب لا يأتي من فراغ، بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك «كوابيس الملائكة، كيف كتبت وفي أي ظرف؟
روايتي كوابيس الملائكة هي الجزء الأول من ثلاثية:
ج.2: معبد في الجحيم/ وج.2: حور من تراب. وأعد الجزء الرابع.
فهي حكاية كفاح طويلة لامرأة من العدم نحو كل ما لا يخطر على بال من أحداث، وتحمل في طياتها حكايات عن بعض المواطنين خاصة النساء من الأقليات العقائدية داخل البلاد، والرفقة تحت ظل الوطن الواحد وجناح التعايش الإنساني. ومسألة الهجرة بأنواعها خاصة اللجوء الاضطراري بحكم الحروب، إلى الأطفال المعرضين للتعنيف والتخلي عنهم تحت حكم أي ظرف اجتماعي. كما العاجزين بعد عطاء طويل أظلوا فيه أسرا برونق طاقاتهم، ولم يجدوا بعدها أدنى كف تمتد لهم برشفة ماء داخل صحراء الوحدة والضياع.
فغالب أحداثها من واقع حمل المرح والأمل والمتع أحيانا عديدة، كما حمل الوجع والموت فوق مركبه السائر بلا توقف.
15ـ الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز. الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج إلى دهاء بلقيس وجرأة نوال وشجاعة تجاربها الشخصية، إضافة إلى رؤية ثاقبة حداثية للحياة كي تحياها عمليا بنجاح، وتنجح من معها دون حرق أجزاء أنثوية منها، أو تجفيف منابع طاقتها كله من أجل الآخرين مثلا. فالاستقلالية الاقتصادية بعد الثقافة والوعي بضرورات الحياة مطلوبة للمرأة في مجتمعاتنا المتشابهة الفكر والنماء الاقتصادي، كي تختار على الأقل مسارها ونوعية مسيرتها وأهدافها. وتكون مسئولة عن كل اختياراتها وعن تكوين أجيال منها يصبحون أكثر فائدة لأوطانهم. فالعبقريات تحت ظلال القنوط بسلاح التضحيات وحدهن يصنعن المعجزات بعد صراع الجبابرة، لأن غالبية المحبطات لا ينجبن إلا مرضى نفسيين ذكورا وإناثا، وعبيدا للرغبات العابرة والإدمان والتيه.
16ـ ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
إنها بكل بساطة فكرة المشاركة لا أقل ولا أكثر، وفي زمن التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي كل شيء أضحى متاحا للمشاركة بكل الوسائل المختلفة التأثير.
والكتابات الإبداعية متى لا مست الأرض وداعبت الخيال، فهي إذن على علاقة وثيقة يواقع الناس المعاش وكفيلة بجذبهم نحو الحلول الناجعة، أو على الأقل التهوين عليهم من وجع تأثيرها وتبسيط أضرارها. فالعبرة تنافس التجربة في القيمة، لكن الأولى تضمد جراح الثانية بمرهم مصنوع من جراح الغير، كي لا تذهب معاناة من تعذبوا بنفس أوجاعنا سدى. أو لنقل أن الاطلاع على تجارب الآخرين، عبر الأحداث اليومية وبين فخامة الكتب وروائع سائر الفنون يصبح مصلا يسري في أوردتنا.
17ـ كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
غالب الكتب اليوم تنشر على نطاق واسع بفضل المنصات الرقمية، فيسقط التافه ويبقى ما ينفع الناس. أما على مواقع التواصل الاجتماعي فبعضها ترفيه وأخرى ترويح عن النفس، وبقيتها تترك آثارها وتعرف بصاحبها أو صاحبتها.
18ـ أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
كل الذكريات الجميلة تمسح السيئة، وحتى موت والدي الذي ترك فراغا روحيا داخلي تخلده ذكرياتي الجميلة معه ورؤيته في أحلامي كلما احتجت رفقته. فمهما عشنا تناقضات الخير والشر، يجرف الخير دائما رواسب العتمة داخل أرواح الأصفياء.
وتظل أجمل الذكريات عندي عملياتي القيصرية الأربعة، التي أتحفتني عبر أوجاعها وأنا صبية لم تكمل سن المراهقة بأرواح مني، أشاهدها اليوم محلقة في فضائي برونق النور وفنون الصبر وجهاد المحبة. كما احتضان أطفال كانوا في حاجة إلى حضني تحت ضغط ظروف مختلفة، فأصبحوا رجالا ونساء متألقين أفخر بوجودهم وحضورهم وعطاأتهم.
19ـ كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه؟
أتمنى أن أرى الحب يسود أغلب قلوب الناس، حتى لا أقول بأنني أطمع في صنع المدينة الفاضلة المستحيلة بشريا. وأهفو إلى رؤية بلدي في مصاف العظماء، كما أحلم بأن أفرح بسعف السلام وهي تعلو سماوات الأراضي الجريحة. وأتوق إلى صحوي ذات يوم على رايات الأحقاد السود، وتلك الرمادية بنعرات التفرقة ولهيب الحدود وهي تختفي من دول الجوار والأباعد على السواء.
أريد أمانا مكفولا للنساء لأنهن منبت الأجيال ومنبع احتواء الرفقاء، أي أنهن في النهاية ظل الأمان إذا كن سويات نفسيا وبدنيا، وجب جحيم متى اختلف الأمر وتحولن من فرائس القهر إلى غيلان انحراف النرجسية.
فلا رجلا سويا ولا طفلا سليما، إذا ما اختلت موازين العدالة الأنثوية.