بم أفكر؟
حسنا.. أفكر بك في الحقيقة، بيدك تلتقط يدي قبل أن نركض في (كبسة) مطر، بذلك الطابع البريدي المتآكل على أظرفة تبادلناها، بسيجارة دخنتُها على مضض منك، بشجارات غالبا تنتهي بقبل حارة، بصيف كتبتَ على رمال شواطئه اسمي، وبالكثير من الآهات..
أفكر بنا، حتى وأنا أرتكب لغتي، أستعير الحميمية من ليال تشتعل من حطب عشقنا وتنطفئ بعرق الجسد..
أفكر بالخوف أيضا وبأظافر تختبئ عند كل مسلك،
بأزهار الليل والحقائب الملأى، بعشب انطرحنا عليه عاشقين يحفهما الهمس إذ تطارحني الغرام، بأشجار الخريف تمد أذرعا (اتعبها ثقل العراء)*
بليل انتحبتٌ فيه على صدرك، برصاصة طائشة لم تصبني** بإعجابك بجرأتي وأنا ثملة..
أفكر في كثرة التفكير بك وألعن القلب وألوم الكيان،
أفكر في المنطق وأحيان غيابه،
أفكر حين تباغتني برعشات تفرد أجنحتي، برائحة البحر على جسدك، بمسامك تحت الشمس وشعرك المشقر بين أصابعي، أفكر في موجة ألصقتني بك، وصَدفة ألصقتُها بأذني لأسمع قرع قلبي في الفضاء، بغبار نجوم أحالني بين يديك غيمة، بعطر أسكرك فاح من جيدي، بتفاح شححت عليك به ثم أغدقت، بفسق إختبأ في دانتيلي الاسود، وبغواية مدت بريتها بيننا، وبستائر من الانكشافات..
أفكر بطفلك نما في الاحشاء، بوطن بائس يسكن حواراتنا، بأحلام أثثها حبنا، بلهفتنا تحركها أصابع الوقت، بفصول أتزين لك فيها، بأفلام شاهدناها تسبقها فرقعة فشار وضحكات متطايرة،
أفكر بأبجدية تقودني لوصفك، بما لم يقل بعد، وبرسائل لم تكتب.. بمدخرات القلب، وبمقاعد أحجزها لك حيث تنبض المسرة..
أفكر بآخر نفس لي على صدرك قبل أن تخطفني غفوة الحلم بك، بعد ان تُسمِعني: “أحبكِ” ونقتص من كل ما سبق وأبعدنا..