كتب د. محمد عبد الله جبارة
يقول الدكتور / مصطفى محمود رحمة الله عليه في إحدى مقالاته عن الصحة والمرض متحدثاً فيها عن الأمراض مثل الذبحة، الجلطة، الضغط والربو كونها أمراضًا نفسيةً في حقيقتها.. أمراض إنسان يطحن أضراسه غيظاً ويعض نواجذه ندماً ويستجدي النوم بالمهدئات ولا يستطع النوم لأن أطماعه تحاصره ولأنه جوعان مهما شبع.. فقير مهما اغتنى.. إنسان يتسلق على إنسان ويتسلق عليه إنسان آخر في مجتمع طاقته المحركة صراع الطبقات وانعطف بكلامه إلى الحقد والكراهية والحسد والبغضاء، وكونها أمراضًا ترفع ضغط الدم وتحدث جفافًا واضطراباتٍ خطيرة في الغدد الصماء وعسرًا دائمًا في الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي وأرقاً وشرودًا ثم عرجًا إلى النفور والاشمئزاز وهي أحاسيس ومشاعر تؤدي إلى أمراض الحساسية، والحساسية ذاتها نوع من أنواع النفور.. نفور الجسم من موادٍ غريبة عليه واليأس يؤدي إلى انخفاض الكورتيزون في الدم والغضب يؤدي إلى ارتفاع الأدرينالين والثيروكسين في الدم بنسب كبيرة وإذا استسلم الإنسان لزوابع الغضب والقلق والأرق واليأس.. أصبح تربة سهلة لقرحة المعدة والسكر وتقلص القولون وأمراض الغدة الدرقية والذبحة، وهي أمراض لا علاج لها إلا بالمحبة والتفاؤل والتسامح وطيبة القلب ولذلك نرى كم هي كثيرة نعم وعطايا الله لنا.. أجملها ديننا الحنيف.. عافيتنا.. أهالينا بخير.. أشخاص دخلوا حياتنا فزادوها جمالاً ومعنًا.. فلماذا نحزن.. لماذا نحبط.. لو فكرنا قليلاً لتبددت غيوم الحزن التي تغطي سماء حياتنا.. فلماذا إذًا نصاب بالإحباط.. كن سطحيًا مع من لا تليق بهم الأعماق.. من لا يهتم لأمرك اترك أمره؛ فالمحبة جميلة لكن الكرامة أجمل فالأفعال هي من تؤكد صدق المحبة. أما الأقوال فالجميع فلاسفة. لماذا نصاب بالإحباط..؟ أهو عدم ثقة في القدرات..؟ وإذا لم تثق بنفسك فمن سيثق بك؟ ما الذي نجنيه من الإحباط؟ هل سيؤدي الإحباط إلى نجاح يوماً ما؟ ابتسم لحياتك.. ابتسم لكل من حولك.. فكر فيما يسعدك لا تفكر في أمر يقلقك فالأمل دواء والقلق عناء والتفاؤل رجاء وحاول أن تبتسم بيقين في وجه حزنك كلما اقترب منك وأخبره بأنك بخير وأن الله معك لن يخذلك أبدًا ويكفي شمعة بسيطة تنير لك حياتك، قلبك، إحساسك، وحتى ولو أتت بعد زمان أو من بعيد.. هي الأمل لأن الحياة تستحق أن نعيشها في أمان وفي ظل أمل وهدف.. واعتقد دائمًا أن المحب حالًا أسعد من المحبوب والمتصدق أسعد حالًا ممن يأخذ الصدقة.. المعلم حالًا أسعد من المتعلم.. فالسعادة دائمًا جوهرها في الفعل وليس ردة الفعل.. فكن إيجابيًا واصنع سعادتك.. المهم ألا تكف عن المحاولة، ربما الأمور تأخذ وقتًا وأحيانًا وقتًا طويلاً لكنها تتجه للأفضل مهما اشتد الحال وساءت الأحداث من حولك. دائمًا هناك نور وفجر قريب. فقد تعتقد أنها نهاية القصة لكنها نهاية الأحزان وبداية الأفراح. المهم ألّا تكف عن المحاولة، ألّا يزعزع خطواتك شيء، أن تبقى أصيلاً وفيًا لنفسك. كن في الحياة التي تشبهك لا أن تكون فيما يرغب الآخرون لك أو أن تكون كما يكون الجميع. اعتدل في كل شيء إلّا عزة نفسك. اطغى وكل باب يٌغلق برغبة صاحبه لا تطرقه أبدًا.
قال سيدنا على ابن ابي طالب رضي الله عنه: “إذا فقدت المال لم تفقد شيئًا، وإذا فقدت الصحة فقدت بعض الشيء وإذا فقدت الأخلاق فقدت كل شيء”.
قد تخدم الإنسان العجلة في السعي خلف الأهداف وفي حياة شخصٍ آخر قد لا تخدمه بل تستهلكه أكثر من اللازم. في الأناة هدوء وطمأنينة.. رؤية واتزان.. هي حياتك أنت.. اصنعها كما تحب ..لا شيء يلاحقك .
وقال أحد الحكماء لابنه واعظاً: يا بني علاقتنا مع الناس تدوم وتستمر بالتغاض وتزداد انسجاما بالتراض لكنها تمرض بالتدقيق وتموت وتنتهي بالتحقيق ..بالابتسامة نتجاوز الحزن وبالصبر نتجاوز الهموم وبالصمت نتجاوز الحماقات وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية، فيا صديقي العزيز؛ كن كما أنت على فطرتك، تميز بما شئت لكن لا تتكبر أبدًا.. اكتب ما شئت لكن لا تستفز أحدًا.. انتقد ما شئت لكن لا تطعن أحدًا.. ربما أنت هو غدًا.. فَروُعة الإنسان ليست بما يملك بل بما يمنح.