قال الله تعالى “فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم”
أي إذا آلمتك كلمة عابرة أو مقصودة من حبيب أو زميل أو قريب أو صديق أو حتى مغرور.. دعها فإن بعض العلاقات أكبر من أن تضيعها كلمة، فالصادق لا يحلف.. والواثق لا يبرر.. والمخلص لا يندم.. الكريم لا يمن والمحب لا يمل.. كن كما أنت ولا تكن كما يريد غيرك.. احترامك للناس لا يعني أنك بحاجة إليهم ولكنه مبدأ تتعلمه من دينك وتربيتك..
احترم تُحترم… فكن ثرياً بأخلاقك.. غنياً بقناعاتك .. كبيراً بتواضعك.. لا تنظر لمن يتكلم عليك من خلفك لأنه في الأصل خلفك وليس أمامك وهذا موقفه دائماً في الحياة
فمن تجمل بالصبر لن تكسره الابتلاءات ومن تقاسم السعادة مع الآخرين أحس بطعم الحياة.. يوماً ما ستعرف أن الاحترام مكمل الحب والتفاهم أفضل من الجدال والثقة أهم من الغيرة.. والصبر نبعُ معِين والتغافل دواء وأن الابتعاد عن المشاكل لا يعني الضعف بل يعني أنك أكثر قدرة على الاستمتاع بحياتك.. ولحظة تأمل لواقع ملئ بالتوافه وعندما تصفح فأنت لا تغير الماضي بل تصنع المستقبل فالسفيه سيظل سفيها والكاذب سيظل كاذبا وصاحب المائة وجه سيظل صاحب آلاف الوجوه.. فاللذين يتباهون بطول ألسنتهم وقدرتهم علي انتقاد الناس وتجريحهم بما ليس فيهم يقول عنهم الحبيب المصطفي (ص) “إن أشر الناس منزله يوم القيامة من يتقيه الناس مخافة لسانه” فادعوا الله ألا نكون منهم ولا يجعلنا منهم وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.
واعلم أنه من أراد أن يراك مخطئاً سيراك ولو كان كفيفا، فلا تشغل نفسك بإرضاء الناس فرضاهم غاية لا تدرك ورضا ربك غاية لا تترك فاترك ما لا يدرك كي تحصل على ما لا يترك.
فمعرفة خبايا النفس واكتشاف ما تريده فعلا يحتاج لرحلة شاقة وطويلة فما بالك فيمن يبحث في خبايا الناس ويشغل نفسه بهم وبما يفعلون وبما يقولون.. ليس عيبا أن تلبس ملابس تحبها أكثر من مرة.. وليس عيباً أن يكون هاتفك أقدم من هواتف أصدقائك وليس عيباً أن تعمل أي عمل في سبيل أن تكون سنداً لعائلتك ولنفسك. العيب هو اهتمامك بإرضاء الغير ومع الأيام ستصبح إمعة تافها متسلقا تريد الصعود على أكتاف غيرك لا على مجهودك وحب الناس لك. حاول فلديك طموحك وعملك ونفسك وإشباع قلبك لتلبي احتياجاتهم وليس مجتمع تثير إعجابه بكلمة مصطنعة هنا أو كذبة هناك فما أجمل أن تتصالح مع نفسك.. ترضى بما وهبك الله من نعم وتحاول أن تبني من الحجارة التي تعثرت بها هرماً من الحكم والدروس ترضى بقدراتك ومواهبك.. ترتكز على عصا أحلامك وإن كُسِرت تقول قدٌر الله وما شاء فعل.. كن ثابتاً كنخلة لا يهزك الانتقاد ولا غبار كلمات الحاسدين.. فمنهم الموتور ومنهم السفيه قريب كان أو زميل فلا تقف .. استمر.. إن نمت ولم يُسهرك ألم.. وقمت ولم تفزعك مصيبة.. وأصبحت ولم ترهبك حرب فأنت في نعمة يصغر معها كل هم فلا تجعل همومك الصغيرة تنغص عليك هذه النعم الكبيرة.. وابحث دائماً عن نافذة تطل منها بعمل جديد تفيد به الناس والمجتمع كله.. تلك هي بهجة القلب وتذكر قول سيدنا علي ابن أبي طالب.. إن ميدانكم نفوسكم فإن انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر وإن خُذلتم فيها كنتم على غيرها أعجز، فجربوا معها الكفاح أولاً فبالرضا.. تحلو الحياة.. وبالابتسامة تهون المشكلات.. وبالاستغفار تنقضي الحاجات وبالدعاء تتحقق المستحيلات.. ابتسم وأحسن الظن بالله وثق أنه لن يردك ولن يخيب ظنك فحسن الظن مكتوب وما بالله لا يُخذل.. وعندما تعطيك الحياة سببا لتيأس اعطها ألف سبب للاستمرار لا شيء أقوى من إرادة الإنسان على هذه الأرض.. كن مبتسماً وانسى أن هناك ما يسمى سوء حظ.. قل إن ذلك خير واترك أمرك لله.. المهم حريتك.. إن الموت الحقيقي ألا تشعر بحريتك لأن سجن الكلمات هو أقسى أنواع السجون سواء كان اختياريا أو إجبارياً واعلم جيدا أن
الطيبون إذا غبت عنهم افتقدوك
وإذا أغَفلت عنهم نبهوك
وإذا دعوا لأنفسهم لم ينسوك
هم كالنجوم إذا ضّلت سفينتك..
في بحر الحياة أرشدوك
وغدا تحت عرش الرحمن ينتظروك
ألا يكفيك أنهم في الله أحبوك.